سياسة عربية

وزير يمني سابق يدعو لإعادة الاعتبار لعدالة الصراع مع الحوثي

فتح: تستطيع الشرعية باليمن إعادة الاعتبار لعدالة صراعها مع الميليشيات الحوثية- جيتي

دعا وزير يمني سابق، الخميس، الحكومة المعترف بها دوليا، إلى تحريك جبهات القتال، وإعادة الاعتبار لعدالة معركتها مع جماعة الحوثيين.

وقال عبد الرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية السابق: "إن مواقف مجلس الأمن أثناء النزاعات تفرضها أوضاع الأطراف على الأرض، ولا تفرضها عدالة القضايا وقانونيتها".

وأضاف في تدوينة عبر حسابه بموقع "تويتر" مساء الخميس: "لذا تستطيع الشرعية إعادة الاعتبار لعدالة صراعها مع المليشيات الحوثية بصناعة انتصارات، وتحريك الجبهات، وكسر حائط مبكى ستوكهولم"، في إشارة إلى اتفاق ستوكهولم الذي وقعته الحكومة مع  الحوثيين، وتم بموجبه إيقاف المعارك مع الحوثيين في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر أواخر ديسمبر/ كانون أول 2018.

وتابع الوزير اليمني السابق: "فمثلا، وجود الحكومة في عدن (العاصمة المؤقتة للبلاد) جعل المجلس، أي مجلس الأمن، يتحدث عن ذلك".

 

 

 

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا، الأربعاء، جميع الأطراف المتحاربة في اليمن إلى وقف القتال، بما فيها التصعيد من قبل الحوثيين على مدينة مأرب.

 

اقرأ أيضا: "الحوثي" تعلن مقتل ضباط سعوديين.. والتحالف يقصف صنعاء

"تراوح مكانها" 

ميدانيا، قال رئيس تحرير صحيفة "مأرب برس" (محلية متوقفة عن الصدور منذ سنوات)، محمد الصالحي، إن الأوضاع الميدانية في الجبهات الجنوبية من محافظة مأرب تراوح مكانها، ولا يوجد أي تقدم ميداني لأي طرف.

وأكد الصالحي المتحدر من مدينة مأرب، في تصريح لـ"عربي21"، أن الحوثيين يحاولون أن يضغطوا من خلال هجماتهم على مديرية الجوبة، باتجاه منطقة نجاء، بعد سيطرتهم على منطقتي واسط والقاهر في أطراف المديرية ذاتها، بهدف قطع الطريق نحو مديرية جبل مراد المحاذية لها، جنوب غرب مدينة مأرب.  

وأشار إلى أن مسعى الحوثيين حاليا يتركز على السلسلة الجبلية المطلة على قرية نجاء والقرى المجاورة لها، بهدف إحكام سيطرتهم على الطريق الذي يربط مديرية جبل مراد بمديرية الجوبة والمركز الإداري لمحافظة مأرب.

وتابع الصحفي اليمني: "وهذه الطريق تعدّ الشريان الوحيد الذي يربط مديرية جبل مراد بالمديريات الأخرى في مأرب، وتمر بين مرتفعات جبلية".

وأضاف أن قوات الجيش والمقاومة الموالية لها أفشلت محاولات الحوثيين، بعدما رتب صفوفها، عقب انهيارها في الأسابيع الماضية، حيث تخوض المعارك بثبات ضد هجمات المسلحين الحوثيين، في وقت تشن هجمات لاستعادة المناطق التي خسرتها سابقا.

وبحسب رئيس تحرير صحيفة "مأرب برس"، فإن تركيز الحوثيين على هذه الطريق، وذلك لعزل مديرية جبل مراد عن باقي المديريات التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مأرب، وبالتالي تطويق مدينة مأرب (عاصمة المحافظة) من جميع الاتجاهات.

وتكمن أهمية مديريتي الجوبة وجبل مراد في "أنها تعد من أكبر مديريات مأرب، وتمتلكان مخزونا بشريا، ولذلك يسعى الحوثيون إلى تحييد هذا المخزون البشري، إما بالسيطرة عليهم، وبالتالي اعتقالهم وتهجيرهم، أو زرع اليأس لدى القبائل القاطنة فيهما من الحكومة الشرعية وجدوى الوقوف معها"، حسبما ذكره الصالحي.

 

اقرأ أيضا: شكوى ضد ابن سلمان وابن زايد في لندن لـ"جرائمهما" باليمن

وتدور معارك هي الأعنف والأقوى منذ أسابيع بين القوات الحكومية والمقاومة الموالية لها وبين مسلحي الحوثي، الذين حققوا مكاسب ميدانية بالسيطرة على مديريتي حريب والعبدية، وصولا إلى أطراف مديرية الجوبة المتاخمة لهما جنوبي مدينة مأرب الغنية بالنفط.

ومنذ بداية شباط/ فبراير الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم على مأرب؛ للسيطرة على المحافظة التي تضم أهم معاقل الحكومة، والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، وثروات من النفط والغاز، ومحطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ آذار/ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية؛ دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.