صحافة إسرائيلية

مناورات واسعة للاحتلال ومطالب بخطط جديدة لمواجهة إيران

المناورات الإسرائيلية تشارك فيها قوات أمريكية- جيتي

علقت صحيفة "هآرتس"، في تقرير لها، على المناورات التي ستجريها قوات الاحتلال بالاشتراك مع الجيش الأمريكي، والرابط بين هذا الحدث ومزاعم التهديد الإيراني.


ونبهت الصحيفة في تقرير للخبير، عاموس هرئيل، إلى أن "كثرة الإشارات المتبادلة تصعّب أحيانا تشخيص رسالة المناورات، فالجيش الإسرائيلي ينشغل الآن بسلسلة طويلة وكثيفة من المناورات في ساحات مختلفة، وجزء منها بشكل أبو آخر يعدّ تحذيرا لإيران".


مناورات متنوعة


ورأت أن مشاركة الولايات المتحدة في هذه التدريبات "تبث بذلك الدعم لإسرائيل ولأصدقائها في الشرق الأوسط، في حين تستعرض إيران هنا وهناك عضلاتها بواسطة المناورات العسكرية".


ولفتت إلى أن "كل هذه العمليات تجري في ساحات ثانوية، مقارنة بالساحة الرئيسية الاستراتيجية، في حين تبدي إيران استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الدول العظمى حول الاتفاق النووي، لكن بشروطها فقط، وطرح طلبات متشددة، في حين أن أمريكا تعطي إشارات بأن اهتمامها الوحيد هو التوصل لحل دبلوماسي للمعضلة، وأنه ليس لها أي نية لاستخدام القوة العسكرية، وهذه رسالة تثير قلق شركائها في المنطقة".


وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أجرت أجهزة الأمن الإسرائيلية مناورة الجبهة الداخلية السنوية، وفي إطارها تم فحص مواجهة الجبهة الداخلية مع سيناريو إطلاق آلاف الصواريخ من لبنان وغزة، والأسبوع الماضي، جرت مناورة واسعة لفرقة احتياط في قيادة المنطقة الشمالية، وهذا الأسبوع تتدرب هناك فرقة أخرى تشمل ألوية نظامية.

 

اقرأ أيضا: الجيش الإيراني يعلن اعتراض مسيرات أمريكية بمنطقة مناوراته

ونوهت "هآرتس" إلى أن "التجديد الأساسي يكمن في المناورة البحرية التي تجري في البحر الأحمر"، موضحة أن "الأسطول الأمريكي الخامس يتعاون هناك مع أسلحة البحرية لدول المنطقة؛ الإمارات والبحرين وإسرائيل، وهي المناورة الأولى التي تعلن عنها واشنطن منذ توقع اتفاقيات التطبيع".


وزعمت أن الإعلان الأمريكي "فاجأ قليلا إسرائيل"، كاشفة أن "وحدة مظليين أمريكية تدربت مع قوة للجيش الإسرائيلي في النقب، كما قام قائد سلاح الجو، الجنرال عميكام نوركن، بزيارة رسمية أولى لأبوظبي".


وأشارت إلى أن "المناورات الكثيرة لا تعكس قلقا ملموسا من حرب قريبة، بل إدراك في القيادة العسكرية بأن هناك حاجة لتحسين وزيادة القدرات"، منوهة إلى أن "العيون الإسرائيلية شاخصة نحو الشمال؛ لبنان وسوريا، وشرقا نحو إيران".


فحص المسار


واعتبرت أن "التطور الأساسي الذي بدأت إسرائيل تستوعبه، يتعلق بتغيير السياسة الأمريكية، حيث إن الاهتمام الذي تظهره واشنطن في المنطقة آخذ في التضاؤل، وبوتيرة أسرع منه يقل الاستعداد لاستخدام القوة، فحكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتبر الدبلوماسية عقيدة وليست أداة".


ورأت مصادر أمنية إسرائيلية، أن "هذه الانعطافة تقتضي إعادة فحص الكثير من فرضياتنا"، وبينت الصحيفة أن "هذه الأمور تجد تعبيرها البارز في ضبط النفس الأمريكي إزاء عمليات نسبت لإيران والمليشيات الشيعية التابعة لها في الفترة الأخيرة، منها مهاجمة الطائرات المسيرة لقاعدة أمريكية شرق سوريا".


وقالت: "في السابق، كانت استعراضات القوة العسكرية أكثر من العقوبات الاقتصادية، هي التي دفعت طهران إلى إعادة فحص طريقها".


وقدر مصدر عسكري إسرائيلي، بأن كلمة "تنازل" لن تظهر هذه المرة من قبل إيران برئاسة إبراهيم رئيسي، خلال المحادثات بين ايران والدول العظمى حول الاتفاق النووي الذي يحتمل أن يستأنف في فيينا نهاية الشهر الجاري.