صحافة إسرائيلية

مؤرخ إسرائيلي يدافع عن الاتفاقية العسكرية مع مصر

قال المؤرخ إن "الاتفاقية العسكرية الأخيرة تعكس مستوى ثقة إسرائيل العالي في مصر"- جيتي

عقب اتفاق مصر والاحتلال على زيادة أعداد قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، تزايدت النقاشات الإسرائيلية بشأن مدى صوابية وخطأ هذه الخطوة، في ضوء المخاوف الإسرائيلية من حدوث تحول في السياسة المصرية الداخلية، مما قد يسفر عنه توترات أمنية وعسكرية.


وفيما سعت محافل إسرائيلية نحو التحذير من الخطوة، باعتبارها "مقامرة" بالأمن الإسرائيلي، والاعتماد على حسن النوايا المصرية، لكن أوساطا أخرى دافعت عن هذه الخطوة، لكونها دليلا إضافيا على تحسن العلاقة المصرية الإسرائيلية، والرغبة بتوثيق هذه العلاقة.


دان شيفتان، المؤرخ الإسرائيلي اليميني وأستاذ الدراسات الأمنية بجامعة حيفا، زعم في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "الاتفاقية العسكرية الأخيرة تعكس مستوى ثقة إسرائيل العالي في مصر في عهد الرئيس السيسي، وتسلط الضوء مرة أخرى على مساهمتها الحاسمة والمستمرة في الاستقرار النسبي في الشرق الأوسط، رغم الانتقادات الواردة من جهات إقليمية".


وأضاف أن "مصر قادت خلال عهد عبد الناصر خطاً متحدياً أمام الولايات المتحدة، وخاضت صراعًا مستمرًا مع إسرائيل، لكن السادات أدرك لاحقا أن هذه السياسة تخرب على بلاده، وتجر المنطقة إلى حافة الهاوية، ولذلك فقد أخرج السادات مصر من حالة الاحتكاك مع الولايات المتحدة، والمواجهة العنيفة مع إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي: أداء السيسي يمنحنا فرصة للتغلغل في مصر


يزعم الإسرائيليون أن قرارات السادات الدراماتيكية، وتبعاتها في أيام مبارك، ظهرت بصورتها الواضحة من خلال تصميم السيسي على تعميق هذه الاتجاهات وتحصينها، باعتبارها المسؤولة الأكبر عن حقيقة أن المنطقة بأكملها لم تتدهور خلال العقد الماضي، رغم أن الأوضاع في المنطقة صعبة، وفي بعض مناطقها المهمة هناك عنف شديد وأزمة عميقة، ولولا مسؤولية مصر وسياستها المنضبطة لكان الشرق الأوسط بأكمله في حالة فوضى كاملة.


في الوقت ذاته، تحاول المحافل الإسرائيلية الدفاع عن موقفها المؤيد للاتفاقية العسكرية مع مصر من خلال الاستشهاد بما تشهده الدول العربية المجاورة لها من خراب وفوضى بسبب سلوكها الفاسد، ما أدى لتدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن، ودخولها في حروب أهلية وفوضى.


يأخذ الإسرائيليون على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أنهم يعطون السيسي "كتفاً باردة"، لأنه نظام عسكري، ويمارس انتهاكات لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي ضغطت فيه كوندوليزا رايس على إسرائيل للسماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في عام 2006، مما أسفر عنها سيطرة حماس على غزة، واليوم فإن ما يمنعها من السيطرة على الضفة الغربية هو وجود الجيش الإسرائيلي فقط.


الخلاصة الإسرائيلية تتحدث أن تخلي الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، دفع الأمور في مصر لصعود السيسي إلى الواجهة السياسية في عام 2013، عقب إطاحته بالإخوان المسلمين، وحينها أنقذ السيسي ليس فقط مصر والأردن وإسرائيل، ولكن أيضًا الولايات المتحدة، وسط تطورات متسارعة في منطقة متفجرة، ولذلك ترى المحافل الأمنية الإسرائيلية ضرورة مساعدة السيسي، أو على الأقل عدم إزعاجه.