سياسة دولية

خبراء أمريكيون يقرؤون أهداف بوتين "البعيدة" من أزمة أوكرانيا

واحد من أهم أهداف بوتين بحسب التقرير هو إجبار الولايات المتحدة على التراجع من أوروبا- جيتي

تحدثت وسائل إعلام أمريكية، عن الأهداف البعيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تحشيده العسكري على الحدود مع أوكرانيا، تمهيدا لحرب محتملة.

 

ونشر موقع "فورين أفيرز" مقالا للخبيرة في الشأن الروسي أنجيلا ستينت، قالت فيه؛ إن بوتين يرمي إلى أمر بعيد، وهو العودة بروسيا إلى ما قبل الاتحاد السوفييتي.


وذكرت أن الأزمة مع أوكرانيا هي حساب لم يصفّ منذ 30 عاما، ولا يقصد بها بوتين ردع أوكرانيا عن الانضمام لحلف الناتو فحسب، بل هو يريد تعطيل مشروع أوروبي تم رسمه عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.

 

ورأت "فورين أفيرز" أن بوتين متشجع على غزو أوكرانيا، إذ إنه يرى الولايات المتحدة في حالة ضعف وانقسام حالي، وبات لديه خبرة في التعامل مع الإدارات المختلفة.

 

وخلال فترة رئاسته، عاصر بوتين خمسة رؤساء أمريكيين.

 

ويريد بوتين من القوى الدولية "تقدير" مكانة روسيا بشكل أكبر، إذ يطالب دوما بمقعد دائم لها في القرارات الدولية.

 

خطر من أوكرانيا

 

بحسب فورين أفيرز، فإن الإعلام الروسي بات يضخ دعاية مفادها أن هناك خطرا سيأتي من أوكرانيا.

 

وأوضحت أن الإعلام الروسي بات يتساءل عن إمكانية تحويل أوكرانيا إلى نقطة انطلاق هجومية للناتو.

 

وفي كانون أول/ ديسمبر الماضي، طلب بوتين من حلفائه عدم الاصطفاف والبحث عن مقعد في الناتو.

 

وتابعت أن روسيا تبحث عن أحلاف بناء على الرؤية الغربية، ولكنها تريد علاقات متبادلة وتشاركية تعاقدية مع الصين.

 

اقرأ أيضا: أزمة روسيا وأوكرانيا.. مأزق في الطاقة وتداعيات خطيرة

إجبار أمريكا على التراجع


وواحد من أهم أهداف بوتين بحسب التقرير، هو إجبار الولايات المتحدة على التراجع من أوروبا.

 

وكان دونالد ترامب ينظر باحتقار للناتو ورفض حلفاء أمريكا الغربيين، وبخاصة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وتحدث بشكل مفتوح عن الخروج من الناتو.

 

وحاول جوي بايدن إصلاح الضرر الذي أحدثه ترامب، ومن هنا قام بوتين بتصنيع أزمة أدت لوحدة الناتو. ولكنْ، هناك شكوك في أوروبا حول ديمومة الدعم الأمريكي بعد عام 2024، وهو ما منح روسيا نجاحا في تقوية الشك، وبخاصة عبر منصات التواصل.

 

ولو نجح بوتين في تفكيك حلف الناتو، فسيحقق هدفه النهائي بالتخلص من نظام ما بعد الحرب الباردة الليبرالي، القائم على قواعد النظام الدولي الذي دعمته أوروبا واليابان والولايات المتحدة مقابل نظام مطواع لروسيا.

 

تنظيم الجيش

 

صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير جديد لصحفييها أنطون ترويانوفسكي ومايكل شويرتز، قالت؛ إن بوتين نجح في تنظيم صفوف الجيش، بعد أن كان مبعثرا في السابق، باستثناء وجود سلاح نووي.

 

ولفتت إلى أن بوتين قاتل ليبقي الغواصات تعمل في القطب الشمالي، ونجح في توفير اللوازم اللوجستية لجيشه، بعدما عانى الإهمال خلال السنوات الماضية.

 

وقال محللون عسكريون؛ إنه تحت قيادة بوتين، تم تعديله ليصبح جيشا حديثا متطورا، قادرا على الانتشار السريع وبأثر مميت في النزاعات التقليدية. يتميز بأسلحة دقيقة التوجيه، وهيكل قيادة مبسط حديثا، وجنود محترفين ومغذين جيدا. ولا يزال لديهم أسلحة نووية.

وبرز الجيش الحديث كأداة رئيسية لسياسة بوتين الخارجية: الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، والتدخل في سوريا، والحفاظ على السلام بين أرمينيا وأذربيجان، وفي هذا الشهر فقط، دعم زعيم صديق لروسيا في كازاخستان. وهي الآن في منتصف عمليتها الأكثر طموحا - والأكثر إنذارا بالسوء - حتى الآن: استخدام التهديدات، وربما الكثير من الخوف والقوة لإعادة أوكرانيا إلى دائرة نفوذ موسكو.

قال بافل لوزين، المحلل الأمني الروسي؛ "إن سهولة تنقل الجيش، وجاهزيته ومعداته هي التي تسمح لروسيا بالضغط على أوكرانيا والضغط على الغرب.. الأسلحة النووية ليست كافية".

في العقد الماضي، حصلت القوات الجوية الروسية على أكثر من 1000 طائرة جديدة، وهذا يشمل المقاتلات الأكثر تقدما في البلاد، SU-35S ؛ وتوجه سرب من تلك الطائرات إلى بيلاروسيا استعدادا لمناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل.


وكانت القدرات الجديدة واضحة في تدخل روسيا في سوريا عام 2015. لم تكن فعالة فحسب، بل فاجأت البعض في الجيش الأمريكي.

 

اتهامات للغرب

 

هاتف بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، وشكى من "تجاهل مخاوف روسيا الأمنية".

 

وانتقد بوتين لماكرون تعنت الولايات المتحدة في الاستجابة لطلب روسيا بأن يستبعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمّ أوكرانيا.

 

ولاحقا، أعلن الاتحاد الأوروبي أن السلطات الروسية فرضت حظرا على دخول عدد من مسؤوليه والدول الأعضاء إلى أراضيها، وقال إنه يعتزم الرد على ذلك.


وذكر البيان الصادر عن مكتب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الجمعة، أن روسيا فرضت قيودا على السفر بحق "عدد غير معروف" من مسؤولي مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.