صحافة دولية

NYT: أمريكا لم تتوقع صمود الجيش الأوكراني أمام روسيا

تمتلك أوكرانيا واحدا من أكبر الجيوش في القارة الأوروبية - جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تحدثت فيه عن صمود القوات الأوكرانية أمام قوة أكبر منها في الأيام الأولى من الحرب، إلا أن الصمود قد لا يستمر. 


وفي تقرير أعده إريك شميدت وهيلين كوبر وجوليان بارنز، قالوا فيه إن الجنود الأوكرانيين دمروا جسورا لوقف تقدم القوات البرية الروسية. ومنعت طائراتهم وأنظمتهم الدفاعية الجوية الطيران الروسي من السيطرة على المجال الجوي. وانتصر المحاربون الأوكرانيون على السايبر في معركة حرب المعلومات مع روسيا في الداخل والخارج. 


كما قام الأوكرانيون بشن هجوم مضاد وصلب لم يكن متوقعا منهم، فيما يقول خبراء عسكريون إن المقاومة التي أظهرها الجيش الأوكراني في بلد يبلغ حجمه ولاية تكساس قد يورط الروس لمدة أسابيع أو أشهر قادمة، بحسب الصحيفة. 


واستغل الأوكرانيون البداية الروسية الفاشلة في شن هجوم شامل، وقاموا باستخدام الصواريخ المحمولة على الكتف لضرب خطوط الدبابات الروسية التي توجهت نحو العاصمة كييف، بشكل أبطأ تقدمت القوات الروسية التي تعاني من مشاكل لوجيستية ونقص في الطعام والوقود.

 

وفي الوقت الذي عممت الحكومة الأوكرانية انتصاراتها والهجمات التي قتل فيها الروس المدنيين، إلا أنها لم تنشر إلا القليل عن أداء وحداتها الآلية. وبالنسبة للروس، فهم يحاولون جهدهم تجنب تقديم العمليات العسكرية التي يقوم بها جيشهم بأنها حرب، ولهذا لم ينشروا معلومات عن المواجهات التي انتصر فيها جيشهم. والنتيجة في الأيام الأولى للحرب هي أن الأوكرانيين قلبوا الطاولة على الروس في حرب المعلومات. 


وفي الميدان، يدير الأوكرانيون دفاعا متحركا، ويستخدمون خبرتهم في أراضيهم لإبطاء القوات الروسية، وذلك حسب الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة. وأخبر الصحفيين الذين سافروا معه إلى أوروبا أن الأوكرانيين يديرون حربا متحركة للتخريب على الروس، ويقاتلون بمهارة و شجاعة لا نظير لها. 


ورغم حالة الإعجاب بالأوكرانيين، إلا أن تقييم القادة العسكريين الأمريكيين للروس وأنهم متفوقون عسكريا لم يتغير. واستطاع الجانب الأوكراني إبطاء التقدم الروسي دون القدرة على وقفه، ولم تستطع المقاومة منع أهداف الرئيس فلاديمير بوتين العسكرية.


وعلى المدى البعيد، توقعت الصحيفة ألّا يستطيع الأوكرانيون إحباط التقدم الروسي.


وفي الوقت نفسه، تتحول أوكرانيا إلى بلد مسلح، أو كما يقول فردريك هودجز، أكبر جنرال أمريكي سابقا في أوروبا: "في المواجهات، هناك اختلاف عما تعتقد أنه هو الواقع. والجانب الذي يتعلم ويتكيف بسرعة ينتصر". 


وأضاف: "حتى هذا الوقت ،يتعلم الأوكرانيون ويتكيفون بسرعة". 


ولدى أوكرانيا واحد من أكبر الجيوش الأوروبية، ومكون من 170 ألف جندي نظامي  و100 ألف جندي احتياطي وقوات دفاع شعبي تضم على الأقل 100 ألف محارب سابق. وانضم أيضا الآلاف من المدنيين.


ويتدرب الجيش الأوكراني على توغل روسي جديد منذ سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في إقليم دونباس، شرق أوكرانيا. وهناك الكثير من المحاربين القدامى قاتلوا في هذه المعارك، كما دربت قوات العمليات الخاصة الأمريكية القوات الأوكرانية. وبعد ذلك دمج القادة في كييف هذه الوحدات في القوات النظامية، ما سمح لهم بتدريب جزء كبير من الجيش.


ويقول المحللون الأمريكيون إن التدريبات تركت أثرها على ساحة المعركة. ومنذ عام 2014 وفرت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بـ3 مليارات دولار على شكل أسلحة ومعدات وإمدادات أخرى. ودربت الوحدات الأمريكية من أصحاب القبعات الخضر والحرس الوطني خلال هذه السنوات أكثر من27 ألف جندي في مركز يافوري للتدريبات القتالية قرب لفيف، غرب أوكرانيا. 


وفي بروكسل، قال الأمين العام للناتو، يان ستولتنبيرغ، إن القوات الأوكرانية أظهرت مقاومة لم يتوقعها معظم الخبراء، ولم يتوقعها الروس. وحيا الممثل الأمريكي في منظمة التعاون والأمن في أوروبا جندي البحرية الأوكراني فيتالي شاكون، الذي فجر نفسه في جسر بمدينة خيرسون، جنوب البلاد؛ لمنع تقدم القوات الروسية. كما أحبط الأوكرانيون محاولة القوات الروسية الخاصة السيطرة على مطار قرب كييف في الساعات الأولى من الحرب. 

 

وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية بمركز "سي إن إن"، إنه "في الدفاع والمناوشات على أطراف المدن قامت القوات الأوكرانية بشغل جيد"، مضيفا أن الطريقة الفوضوية للحملة الروسية ساعدتهم. 

 

اقرأ أيضا: جنود روس أسرى لدى أوكرانيا: حكومتنا خدعتنا (شاهد)

ومع تقدم القوات الروسية نحو كييف، استطاع الأوكرانيون تحريك قواتهم بسرعة، وكان لديهم خيارات حول تركيز عمليات القصف. وقال فردريك كاغان، الإستراتيجي العسكري الذي نصح القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، إن "فن التحركات الآلية هي قدرتك على استخدام القوة المفرطة ووضعها في أماكن تختارها، وفشل الروس وبشكل مدهش بعمل هذا. ولكن الأوكرانيين كانوا قادرين على تحريك قواتهم بسرعة والهجوم السريع". 


وقال توماس بولوك، المحلل من المصادر المفتوحة بجينز للاستخبارات، إن الروس ارتكبوا أخطاء تكتيكية استفاد منها الأوكرانيون، الذين يبدو أنهم كانوا ناجحين عندما نصبوا كمائن للروس.


وأضاف أن المقاومة لمحاولات الروس حصار كييف أدت لطلب القوات الروسية تعزيزات. ورغم سهولة الدفاع وليس الهجوم، إلا أن الأوكرانيين استفادوا من استخدام الروس قوات صغيرة. 


وقال كاغان: "كانوا متساوين على المستوى التكتيكي، لكن الأوكرانيين كانوا أذكى من الروس، ونجحوا في الشمال بمدينة كييف وخاركيف ثاني أكبر المدن من الجنوب، حيث واجهوا قوات روسية من القرم مدربة بشكل أفضل". 


وبحسب بولوك، فإنه "في الجنوب وعلى جبهة القرم عندما دخل الأوكرانيون في مواجهات آلية خسروا". 


ويرى المسؤولون الأمريكيون أن بوتين سيضاعف من هجماته، وربما اضطر للتخلي عن استراتيجيته بسبب المقاومة الأوكرانية، وزيادة الضحايا بين جنوده والآثار الخانقة  للعقوبات.