اقتصاد دولي

الصين تفاوض طالبان لاستخراج ثروات أفغانستان النادرة

تعد أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم ولكن جبالها بها ثروات هائلة من الذهب والأحجار الكريمة والفحم والنفط والغاز- جيتي

تجري الصين محادثات مكثفة مع حكومة طالبان لبدء عمل الشركات الصينية للتنقيب عن ثروات أفغانستان المعدنية والنفطية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين صينيين وآخرين من طالبان، أن الصين تُفاوض طالبان لبدء التعدين في موقع "مس عينك"، الواقع بمقاطعة لوغار الأفغانية.

 

ويحتوي الجبل والوادي المحيط بموقع "أيناك" في لوغار، التي تبعد ساعتين بالسيارة عن العاصمة كابول، على أكبر احتياطيات النحاس غير المستغلة في العالم، وفقا للصحيفة.

 

وأكد المسؤولون أن بكين تجري أيضا محادثات لبدء العمل على استخراج النفط والغاز في منطقة نهر جيحون (آمو داريا) شمال أفغانستان، الذي يحوي حوالي 87 مليون برميل.

 

وقالت الصحيفة، إن الشركات الصينية بدأت العمل في المشروعين بقيمة 3 مليارات دولار، ولكن تم وقف العمل بهما لسنوات بسبب الحرب التي انتهت عندما استولت طالبان على السلطة في آب/ أغسطس 2021.


وأكدت "وول ستريت جورنال"، أن العشرات من شركات التعدين الصينية دخلت إلى كابول في الأسابيع الأخيرة بحثا عن عقود لمناجم أخرى.

وأضافت: "تعد أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، ولكن جبالها فيها ثروات هائلة من الذهب والأحجار الكريمة والفحم والنفط والغاز والليثيوم وعدد من معادن الأرض النادرة". 

وأشارت إلى أن الصين تتحكم بالفعل في معظم معادن الأرض النادرة في العالم، والتي تُستخدم لتصنيع مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك مكونات خاصة للسيارات الكهربائية وشاشات الهواتف الذكية التي تعمل باللمس.

 

وتبلغ قيمة الموارد المعدنية في أفغانستان نحو تريليون دولار، بحسب تقديرات خبراء أمريكيين قبل عشر سنوات من الآن.

 

وتجري إيران، وهي منافسة أخرى للولايات المتحدة، محادثات لتأمين مخزون ضخم من خام الحديد في غرب أفغانستان، حيث عززت طهران أيضًا علاقات جيدة مع طالبان.

وقال وزير المعادن والبترول في حركة طالبان، شهاب الدين ديلاوار: "لقد استخرجت بقية دول العالم المعادن من مناجمها واستخدمتها لتنمية بلدانها بينما كنا في حالة حرب لمدة 43 عاما، وبالتالي فقد ظلت مواردنا على حالها". 

وقال ديلاوار إن الدعوة مفتوحة أمام الشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الغربية للقدوم إلى أفغانستان، لافتا إلى أنه يفضل شركات التعدين الأمريكية على الشركات الصينية لما تتمتع به من خبرة.

من جانبه، أكد سفير الصين لدى كابل، وانغ يو، أن المحادثات جارية بشأن منجم "أيناك" للنحاس ومشروع "آمو داريا" للنفط والغاز في الشمال. 

ومع ذلك، فقد قال إن هناك حاجة إلى شروط أفضل لجعل الاستثمار مجديا بالنسبة للصينيين. وأردف وانغ: "من المهم جدا أن يحصل كلا الطرفين على عائدات معقولة".

ويمنح التعدين أفضل فرصة لطالبان لإنشاء نشاط تجاري جديد، حيث تكافح الحركة الإسلامية الانهيار الاقتصادي بعد استيلائها على السلطة.

وتحتاج الحكومة الجديدة، التي انقطعت عنها المساعدات الدولية، إلى زيادة الإيرادات بسرعة وتوفير الوظائف للسكان الذين يواجهون الفقر والجوع.

وقال نيل ريغبي، الذي كان مستشارا سابقا للبنتاغون والحكومة الأفغانية بشأن أصول التعدين في أفغانستان، إن العالم يواجه نقصا في النحاس.

وأضاف: "من هنا تأتي أهمية أفغانستان ووفرة المعادن فيها. إذا نظرت حول العالم، ستجد أنه تم استكشاف الجحيم في كل مكان. لكن أفغانستان منفتحة على مصراعيها".

وقال ريغبي إن "أيناك" تمتلك أعلى درجات النحاس جودة، ولهذا السبب أرادتها الصين بشدة لشحنها إلى بلادها ومزجها مع النحاس منخفض الجودة الخاص بها.