سياسة دولية

قصف عنيف على أوديسا.. وأمريكا تنشر طائرات تشويش

جثة جندي روسي بجانب مدرعة تم تدميرها في ضواحي كييف- جيتي

تواصلت المعارك العنيفة بين الجيشين الروسي والأوكراني، وشهد اليوم الثلاثاء استهداف منطقة ميكولاييف، القريبة من أوديسا جنوب أوكرانيا، بعد أيام من الهدوء.

واستهدفت ضربة روسية الثلاثاء مقر الإدارة الإقليمية في ميكولاييف، على ما أعلن حاكم هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا على فيسبوك.

وكتب الحاكم فيتالي كيم: "تضرر مبنى الإدارة الإقليمية"، مؤكدا أن معظم الأشخاص الذين كانوا فيه لم يصابوا بأذى. وأضاف: "نبحث عن ثمانية مدنيين وثلاثة جنود".

 

أسلحة محرمة دوليا

إلى ذلك أكدت كييف أن لديها "أدلة" على أن القوات الروسية استخدمت في اثنتين من مناطق جنوب أوكرانيا ذخائر عنقودية، الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.

وقالت المدعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا، خلال مؤتمر صحافي: "ليس لدي أدلة ملموسة" على أن هذه الأسلحة استخدمت في العاصمة، مشيرة إلى أن الجهات المعنية تواصل إجراء "تحقيقات" بهذا الشأن.

وأضافت: "لكن لدينا أدلة على استخدام قنابل عنقودية في منطقة أوديسا وفي منطقة خيرسون".

وأوديسا مدينة ساحلية تقع على البحر الأسود وتضمّ مرفأ مهما تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، أما مدينة خيرسون فقد استولت عليها القوات الروسية.

وتابعت المدعية العامة: "نرى، خصوصاً بفضل عملكم أنتم الصحافيين، أن أسلحة محظورة أخرى يتم استخدامها، ولكن بالنسبة إلي، لا يمكنني إلا أن أذكر الحالات التي لدي فيها أدلة ملموسة، على سبيل المثال شظايا من هذه الذخائر أو تحليل للتراب"، من دون مزيد من التفاصيل.

وتؤكد منظمات غير حكومية دولية، مثل منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أنها جمعت أدلة على استخدام ذخائر عنقودية في مناطق مأهولة بالمدنيين في أوكرانيا.

ويمكن لهذه الذخائر أن تحتوي الواحدة منها على عشرات القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة من دون أن تنفجر جميعها في الحال، ما يحول تلك غير المنفجرة إلى ما يشبه الألغام المضادة للأفراد. وتنفجر هذه القنابل الصغيرة عند أدنى اتصال بها، وأحيانا بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب، ويخلف انفجارها قتلى وجرحى.

 

قطع إمدادات أوكرانية

من جانبه أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، عن تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة في مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية في ضواحي كييف، وإسقاط طائرتين ومروحية.


وقال: "دمرت صواريخنا التي أطلقت من البحر مستودعات ضخمة للذخيرة في بلدتي أوشومير وفيسيلوفكا في مقاطعة جيتومير، كانت تزود القوات الأوكرانية في ضواحي كييف".


وأضاف: "خلال الساعات القليلة الماضية أسقطنا 3 طائرات أوكرانية إضافية، اثنتان Su-24s غرب قرية كوروستين في منطقة جيتومير، وثالثة من طراز (Su-25) فوق قرية دروجكوفكا في منطقة دونيتسك".

 

 

اقرأ أيضا: WP: ما الذي يمكن أن يغير مسار حرب بوتين في أوكرانيا؟


وأشار إلى أنه "في مدينة ماريوبول، وعلى بعد 5 كيلومترات من الساحل فوق بحر آزوف، تم إسقاط مروحية أوكرانية من طراز Mi-8، كانت متوجهة لإخلاء طارئ لقادة كتيبة آزوف، تخلوا عن مأموريهم، كما أنه تم إسقاط طائرة أوكرانية بدون طيار بالقرب من قرية تشيرنوبايفكا".


وتابع: "ضرب الطيران التكتيكي الروسي 41 موقعا عسكريا في أوكرانيا بينها اثنان للصواريخ، ومحطة حرب إلكترونية، ومخازن ذخيرة ميدانية، و24 نقطة إسناد ومرآب للمعدات العسكرية الأوكرانية".


ولفت إلى أنه "منذ بداية العملية العسكرية تم تدمير 123 طائرة و74 مروحية، 309 طائرات بدون طيار، 1721 دبابة وعربة قتالية، و172 راجمة صواريخ، و721 مدفعا و1568 عربة مختلفة".

من جانب آخر، أعلن البنتاغون أنه سيرسل إلى ألمانيا ست طائرات تشويش تابعة لقوات البحرية الأمريكية لتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي.

 

طائرات تشويش أمريكية

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن "طائرات إي إيه-18جي لا يتم نشرها لكي تستخدم ضد القوات الروسية في أوكرانيا"، بل "تماشيا مع جهودنا لتعزيز قدرات الردع والدفاع لحلف شمال الأطلسي على طول الجناح الشرقي".

وأضاف أنه من المتوقع أن تصل الطائرات إلى قاعدة سبانغدالم الجوية في ألمانيا الاثنين من قاعدة ويدبي آيلاند الجوية في واشنطن.

وأشار الى أن هذه الطائرات هي نسخة معدلة من طائرة أف إيه-18 المخصصة للحرب الإلكترونية وتستخدم أجهزة استشعار للتشويش على رادارات وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للعدو.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إن 240 من أفراد البحرية سيرافقون هذه الطائرات إلى ألمانيا.

وفي مقترح للميزانية، كشف البيت الأبيض عن خطط لإنفاق 6.9 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في صد الغزو الروسي ودعم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وكثفت الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، بما في ذلك المساعدات الأمنية والإنسانية.

وضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على دول الأطلسي لمد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي والدبابات والعربات المدرعة والصواريخ المضادة للسفن.

واستبعدت الولايات المتحدة حتى الآن إرسال طائرات أو أنظمة أسلحة نوعية أخرى إلى أوكرانيا.

وقال الرئيس جو بايدن إنه لا يريد تجاوز الخطوط التي يمكن أن تؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة" أو أن تضع روسيا في مواجهة حلف شمال الطلسي.

 

استعادة إربين

من جانبه أعلن وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي الاثنين، أنّ القوات الأوكرانية "حررت" بلدة إربين، الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة كييف، من القوات الروسية.

وقال موناستيرسكي في تصريحات متلفزة: "في الحقيقة، يجري التالي بالتوازي: القوات المسلّحة تتقدّم والشرطة تتقدّم ويجري فوراً تمشيط الشوارع بشكل كامل.. لذلك، فإن البلدة تحررت الآن، لكن ما زال التواجد فيها خطيرا".

وقالت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار للتلفزيون الأوكراني إن "العدو يحاول اختراق كييف وإغلاق الطرق"، مؤكدة أن "الدفاع عن كييف" مستمر.

وكان رئيس بلدية إربين أولكسندر ماركوشين أعلن الاثنين عبر قناته في تطبيق تليغرام أن الجنود الروس اضطروا للانسحاب من البلدة الواقعة عند المدخل الشمالي الغربي للعاصمة.

وأعيد الاثنين فتح نقطة التفتيش الرئيسية على الطريق المؤدية إلى إربين من كييف بعد أسبوعين من إغلاقه أمام الصحافيين في أعقاب مقتل صحافي أمريكي.