سياسة دولية

روسيا تقر بـ"مأساة" جنودها.. وزيلينسكي يطلب وقفة عالمية

كانت روسيا أرسلت قوات يقدر قوامها بعشرات الآلاف إلى أوكرانيا يوم 24 شباط/ فبراير- جيتي

أقرت روسيا بالمأساة التي يعانيها جنودها في أوكرانيا، بعد نحو شهر ونصف على الحرب.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الخميس إن الخسائر "مأساة كبيرة لنا".

 

وبمراسم عسكرية، دفنت أسر روسية أبناءها الذين قتلوا في أوكرانيا، وأطلق الجنود زخات من رصاص البنادق الآلية وعزفت فرق عسكرية النشيد الوطني اليوم الجمعة، بعد يوم واحد من اعتراف الكرملين لأول مرة بأن روسيا فقدت أعدادا كبيرة من الجنود في الحرب.


وكانت روسيا أرسلت قوات يقدر قوامها بعشرات الآلاف إلى أوكرانيا يوم 24 شباط/ فبراير في ما وصفته بأنه "عملية خاصة".


وفي بلدة في بلاد القوقاز الجنوبية، بالقرب من جبال القوقاز، تجمع الأقارب لحضور جنازة فيتالي دياديوشكو، وهو واحد من جنديين اثنين دفنا يوم الجمعة في مقبرة فوستوشنو بالبلدة.


وقبلت امرأة وهي تبكي متشحة بالسواد وجه الجندي الراقد في تابوت مفتوح بينما يتحلق حوله زملاؤه بالزي العسكري ويمسكون البنادق. وحرك كاهن أرثوذكسي مبخرة تفوح منها رائحة البخور فوق التابوت.

 

في حين نشرت وسائل إعلام مشاهد تظهر لحظة قتل أسرى عسكريين، قالت إنها تعود لأسرى روس سقطوا بيد القوات الأوكرانية.

 

وذكرت صحيفة "التايمز" أن المشاهد صورت بالقرب من منطقة بوتشا التي شهدت مجزرة الأسبوع الماضي.

 

فيما لفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن بعض شوارع أوكرانيا مليئة بجثث الجنود الروس الذين لا يطالب بهم أحدا.

 

زيلينسكي يطلب وقفة


طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ردا عالميا شديدا" بعد القصف الذي طال محطة في كراماتورسك حيث كان يتجمع مدنيون هربا من المنطقة خشية وقوع هجوم روسي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وأثار موجة تنديد غربية.

 

وقال زيلينسكي في رسالة مصورة متحدثا عن الهجوم الصاروخي الذي أسفر الجمعة عن سقوط 52 قتيلا بينهم خمسة أطفال وفق حصيلة أوردتها السلطات المحلية: "هذه جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا سيحاسب عليها كل شخص ضالع فيها".

 

وأضاف: "نددت القوى العظمى بهجوم روسيا على كراماتورسك. ننتظر الآن ردا عالميا شديدا على جريمة الحرب هذه".

 

واتّهم الرئيس الأمريكي جو بايدن موسكو بارتكاب "فظاعة مروعة" بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنها "جريمة ضد الإنسانية".

 

إلا أن موسكو نفت مسؤوليتها عنها مؤكدة أنها لا تملك نوع الصواريخ المستخدمة.

 

ونددت بحصول "استفزاز" أوكراني. ورفض مسؤول أمريكي رفيع المستوى في وزارة الدفاع الموقف الروسي.

 

وقال المسؤول: "أشير إلى أنهم في البداية تحدثوا عن ضربة ناجحة ثم تراجعوا فقط بعد ورود معلومات عن سقوط ضحايا مدنيين".

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت بالفعل في وقت سابق الجمعة أن الجيش الروسي دمر بواسطة صواريخ دقيقة "أسلحة وعتادا عسكريا آخر في محطات بوكروفسك وسلوفيانسك وبارفينكوف" وهي بلدات تقع قرب كراماتورسك "عاصمة" الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا في منطقة دونباس.

 

وسقط الصاروخ في الوقت الذي تجمع فيه الراغبون بالمغادرة منذ أيام بالمئات للهرب من دونباس التي باتت الهدف الرئيسي للجيش الروسي.

 

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس، ما لا يقل عن 30 قتيلا في أكياس دفن أو تحت شوادر. وكانت الأرصفة ملطخة بالدماء فيما الحقائب مهجورة.. عند مدخل المحطة، بقايا صاروخ كتب عليها عبارة "من أجل أطفالنا".

 

وهي عبارة غالبا ما يستخدمها الانفصاليون الموالون لروسيا في إشارة إلى الأطفال الذين قتلوا منذ حرب دونباس الأولى التي بدأت في العام 2014.

 

إعادة ترتيب أوراق

 

نقلت شبكة "بي بي سي" عن مسؤول غربي، قوله إن روسيا أعادت تنظيم قيادة عملياتها في أوكرانيا، وعينت قائدا جديدا يتمتع بخبرة واسعة في العمليات القتالية في سور


وذكرت الشبكة البريطانية أن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، هو من يقود القوات الروسية في أوكرانيا الآن.


ولفتت إلى أن دفورنيكوف اكتسب خبرة كبيرة أثناء قياد القوات الروسية في سوريا.

 

ولا يزال الجانب الروسي لم يعلن عن هذا الإجراء رسميا.

 

انسحاب من الشمال

 

قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، إن القوات الروسية انسحبت بالكامل من شمال أوكرانيا إلى بيلاروسيا وروسيا.

 

وتابعت بأنه قد يتم "نقل بعض هذه القوات الروسية على الأقل إلى شرق أوكرانيا للقتال في دونباس".

 

وأشارت الوزارة إلى أن "أي إعادة انتشار كبير من الشمال ستستغرق أسبوعا على الأقل".

 

وأضافت أن "القصف الروسي على مدن في الشرق والجنوب مستمر"، وأن "القوات الروسية تقدمت جنوبا من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها".

 

اقرأ أيضاروسيا تغلق الفرعين المحليين لـ"أمنستي" و"رايتس ووتش"

إجلاء

 

بعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا من الهيمنة على كامل منطقة دونباس التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، أولوية لها.

 

ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق هذا الهدف قبل العرض العسكري بمناسبة التاسع من أيار/ مايو في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو أهم عيد وطني في روسيا على ما يفيد مراقبون.

 

وتحسبا لهجوم واسع النطاق، تعكف السلطات المحلية في شرق أوكرانيا على إجلاء المدنيين.

 

في لوزوفا على بعد حوالي مئة كيلومتر غربي كراماتورسك، غادر نحو 15 ألف شخص هذه البلدة فيما لا يزال فيها 50 ألفا على ما قال قائد الإدارة العسكرية المحلية أوليغ سينيغوبوف مساء الجمعة، عبر تليغرام.

 

وأوضح أن عمليات الإجلاء تنظم عبر القطارات والسيارات مشيرا إلى معارك تجري "في الجوار". وسيفرض حظر تجول في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة المطلة على البحر الأسود في جنوب البلاد، من مساء السبت إلى صباح الاثنين.

 

عقوبات جديدة

 

على أثر ما كشف من ممارسات في أوكرانيا، فقد علقت عضوية روسيا الخميس في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بموجب عملية تصويت وتعرضت لعقوبات اقتصادية غربية جديدة لم تحل دون استعادة الروبل بعضا من عافيته منذ شهر.

 

وأعلن المصرف المركزي الروسي الجمعة أنه سيسمح مجددا اعتبارا من 18 نيسان/ أبريل ببيع العملات الأجنبية الذي كان علق مطلع آذار/ مارس.

 

وقررت لندن فرض عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف مشددة على أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".

 

وأدرج الاتحاد الأوروبي كذلك ابنتي بوتين على قائمته السوداء. وسبق له أن أقر مساء الخميس دفعة جديدة من العقوبات مع وقف واردات الفحم الروسي قريبا.

 

وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الأوروبيون قطاع الطاقة الروسي الذي يعتمدون عليه كثيرا.

 

وتنوي المفوضية الأوروبية فرض عقوبات جديدة على المصارف الروسية فضلا عن إغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

 

وتطالب كييف بتزويدها "فورا" بأسلحة لمواجهة الهجوم الروسي الجديد في الشرق.

 

وأعلنت المملكة المتحدة عن إرسال صواريخ مضادة للدروع ودفاعات جوية جديدة فيما "قدمت" سلوفاكيا إلى كييف أنظمة للدفاع الجوي من طراز "أس-300 سوفييتية الصنع.

 

وفي روسيا قررت وزارة العدل الجمعة إغلاق مكاتب منظمات غير حكومية عدة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش".