سياسة عربية

أيمن نور: هذه حقيقة حكاية المليار دولار بين مرسي وطنطاوي

أيمن نور أكد أنه كان شاهدا على بعض الأحداث المتعلقة بـ"المليار دولار"- تويتر

روى المعارض المصري البارز والمرشح الرئاسي الأسبق، أيمن نور، حقيقة حكاية المليار دولار بين الرئيس محمد مرسي ووزير الدفاع في حينها المشير محمد حسين طنطاوي.

 

وجاءت شهادة أيمن نور حول هذه الحادثة، ردا على ما أورده مسلسل "الاختيار 3" الذي يشوه فترة حكم مرسي، ويقدم السيسي "منقذا" لمصر، في محاولة لتلميع صورته. 

 

وقدم أيمن نور روايته للأحداث على حسابه الرسمي في "فيسبوك"، وجاء فيها: "لدي تفسير واضح ومحدد لمعظم ما ورد من أكاذيب واختلاقات وأوهام وافتراءات عبر الحلقات السابقة وحتى الآن، من مسلسل الاختيار 3، لكن ليس لدي سبب لنفي ياسر جلال (ممثل دور السيسي) واقعة أن الجيش دفع للبنك المركزي في يوليو 2012 مليار دولار، وفي بداية حكم الدكتور مرسي".

 

وأضاف: "في إطار ادعاء البطولات، كان الأقرب للمنطق، ألا ينفي السيسي الواقعة، بل كان بإمكانه توظيفها أمام جمهوره، بأن الجيش ساعد خزينة الدولة، ولم يمنع موقفه المسبق –الذي يدعيه– من الرئيس مرسي، من تقديم هذا المبلغ الضخم -خاصة- أن الجيش كان مسؤولا خلال المرحلة الانتقالية (2011-2012) التي أدارها، عن استنزاف جانب كبير، من احتياطي النقد الأجنبي".

 

اقرأ أيضا: وزير مصري سابق: السيسي اعتاد حمل حذاء الرئيس مرسي

وأوضح أن "الحكاية الحقيقية لقصة المليار دولار، التي كنت شاهدا على بعضها، بدأت في لقاء جمعني بالرئيس مرسي في قصر الاتحادية، أخبرني فيه أنه التقى بفاروق العقدة محافظ البنك المركزي وقتها، والذي أبلغه بأن الوضع الدولاري "كارثي"، وأن هناك استحقاقات بحوالي ملياري دولار مستحقة خلال أيام لأحد القروض التي أُبرمت في عهد الرئيس مبارك، وأنه يريده أن يتصرف، وإلا سيكون هناك تبعات اقتصادية صعب تداركها في الظروف الحالية".

 

وتابع: "أضاف الدكتور مرسي أنه استدعى المشير طنطاوي، وأبلغه بضرورة توفير المبلغ أو جزء منه، وحينها رد طنطاوي بأن الجيش "معندوش مبلغ زي ده". لكن دكتور مرسي سأله عن اللواء محمود نصر، وعن أخبار الخزينة اللي في مكتبه، التي فيها مبلغ مثل هذا".

 

وقال مرسي لطنطاوي: "متقلقش، أنا بس شايف إن مبلغ كبير زي ده يكون في خزنة مكتب اللواء نصر شيء غير مفهوم أو مقبول، فرد طنطاوي، سعادتك عايز المبلغ امتى، قاله بكرا، فقال طنطاوي بكرا هيكون في البنك المركزي"، وفق شهادة أيمن نور.


وأضاف أنه "بغض النظر عن تفاصيل الحوار الذي رواه الدكتور مرسي، فالمؤكد وفقا لمعلوماتي، أنه تم إيداع مليار دولار من الجيش في البنك المركزي فعلا، وتم الإعلان في إحدى الجرائد عن أن الجيش يساعد الدولة إلخ".

 

وتابع: "السؤال الذي يلح عليَّ الآن هو: إذا كان الجيش يساعد خزينة الدولة في 2012 بمليار دولار، فكم كانت تبلغ ثروته يومها؟!!! … وكم تبلغ الآن؟!! وهل صحيح كما يتحدث مجتمع البيزنس، أن الجيش تعدى الـ100 مليار دولار غير الأصول؟".

 

وتساءل أيضا: "إذا كان الجيش –للأسف- أصبح اللاعب الرئيس في الاقتصاد والبيزنس، فلماذا لا يدفع ضرائب؟ أو يتم الإعلان عن أرباحه وأصوله الاستثمارية؟ خاصة أنها لا تتعلق بنشاط أمن قومي.. وليست أسرارا عسكرية".

 

اقرأ أيضا: هل خالفت تسريبات "الاختيار3" القانون والدستور المصريَّين؟

وقال أيمن نور: "أعود للواقعة التي ينفيها المسلسل، وتؤكدها الأخبار المنشورة، والروايات وشهادات الشهود، طنطاوي اضطر أن يدفع مليار دولار للبنك المركزي، والمؤكد أيضا أن معرفة الدكتور مرسي بجزء من مدخرات الجيش أثار حفيظة قيادات الجيش -خاصة- تصريحات اللواء نصر بعد هذه الواقعة، والتي قال فيها: إن مشروعات الجيش ده عرقه، ومحدش له دعوة بيها".


وروى أيضا: "بالمناسبة، اللواء محمود نصر هو وقتها عضو المجلس العسكري ومساعد وزير الدفاع للشؤون المالية.. وفي النهاية أحسب أن سبب إنكار تلك الواقعة "الثابتة" هو ألا يقول الناس أن مصر عندها –الآن- ديون لا أول لها ولا آخر، وبدل أن يتحمل المواطن وحده تبعات قرارات القيادة السياسية الخاطئة، فإنه ينبغي على الجيش الذي ينتمي إليه السيسي أن يساعد في تخفيف عبء هذه الديون، وخاصة أنه حصلها من جيوب المصريين، وسيكون هذا هو "الاختيار" الأصوب، بدلا من إنكار الثابت، وترويج المخدرات والخزعبلات"، وفق قوله.

 

يشار إلى أن نظام السيسي أطلق مسلسل الاختيار، لتقديم روايته الخاصة بشأن الانقلاب العسكري على حكم أول رئيس مدني منتخب في مصر، ومحاولة تبريره، رغم أن الأحداث التي وقعت ما زال الذين عاشوها على قيد الحياة وهم شاهدون عليها.