سياسة دولية

تردد أمريكي في شطب "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب

هل يعرقل وضع الحرس الثوري التوصل لاتفاق نووي مع إيران؟ - جيتي


لا يبدو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينوي شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، الطلب الذي يشكل عثرة في طريق التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والقوى الكبرى.

وتشترط طهران شطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات الأمريكية للعودة إلى التقيّد التام بالاتفاق الدولي المبرم بين الدول الكبرى وطهران حول برنامجها النووي.

وقال علي واعظ، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، إن كل طرف يأمل أن يكون الطرف الآخر أول من يلين موقفه.

وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران التي ردّت على الخطوة الأمريكية بالتحرّر بشكل تدريجي من القيود المفروضة بموجبه على أنشطتها النووية.

 

اقرأ أيضا: إيران تكشف عن أسلحة متطورة بمناسبة "يوم الجيش" (شاهد)

وعلى الرغم من رصد بعض المؤشرات الإيجابية بادئ الأمر، تعثّرت المحادثات ولم تعقد أي جولة تفاوض في العاصمة النمسوية منذ 11 آذار/مارس.

إلا أن مسودة تسوية لا تزال مطروحة على الطاولة، بعدما تم التوصل إلى حلول لغالبية المسائل الشائكة.

وتتمحور العقدة الأخيرة التي تعرقل المحادثات حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني، إذ تطالب الجمهورية الإسلامية بشطب هذه المنظمة التي تضم قوات نخبة من القائمة الأمريكية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية".

يعلّل الإيرانيون موقفهم بأن ترامب أدرج الحرس الثوري في القائمة لتشديد الضغوط على طهران بعدما سحب بلاده من الاتفاق المبرم في العام 2015.

لكن الأمريكيين ينفون صحة هذا الأمر ويشددون على عدم وجود أي رابط بين الأمرين.

وهذا الأسبوع قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "إذا أرادت إيران رفعاً للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطّى الاتفاق النووي".

وشدد على وجوب أن تتفاوض إيران حول هذه المسائل "بحسن نيّة وتعاون".

وتؤكد الولايات المتحدة أنها لا تتفاوض في العلن وهي كانت قد تجنّبت الإدلاء بأي تصريح واضح بشأن مصير تصنيف الحرس الثوري الإيراني.

وأعرب واعظ عن أمله في إمكان التوصل إلى تسوية تقضي بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية مع إبقاء ذراعه الخارجية "فيلق القدس" مدرجة في القائمة.

ويقر واعظ بأن أي مبادرة تجاه إيران على صلة بقضية حساسة كهذه "سيستغلها الخصوم والمعارضون لصَلب إدارة بايدن" والتنديد بضعفها في مواجهة عدو لدود للولايات المتحدة.

في سياق متصل، هدد رئيس فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني بمواجهة ضارية مع "إسرائيل"، متعهدا بدعم كل من يقاومها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "نور نيوز" عن قاآني قوله اليوم: "إن إيران ستواجه إسرائيل بضراوة كلما شعرت بضرورة ذلك".

وقال قاآني الذي تتولى قواته العمليات الخارجية للحرس الثوري: "أينما نرصد تهديدا صهيونيا، فسنواجهه بضراوة، فهم أصغر من أن يواجهونا".

وأضاف: "ندعم كل جماعة تناضل وتتصدى للكيان الصهيوني في العالم (...)، وإن وتيرة إزالة الكيان الصهيوني وتدميره تتسارع".

وفي آذار/ مارس الماضي استهدفت طهران ما أسمتها "قواعد سرية إسرائيلية" خلال هجوم صاروخي على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وكان الهدف من الهجوم الثأر لضربات جوية إسرائيلية قتلت أحد العسكريين الإيرانيين في سوريا.