سياسة عربية

تعرف على "البهرة" الذين شاركهم السيسي بافتتاح مسجد الحسين

باحث: البهرة هم أحفاد الفاطميين الذين حكموا مصر 300 سنة تقريبا- جيتي

شارك رئيس النظام في مصر عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، في افتتاح مسجد "الحسين" في القاهرة، بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد، التي أعقبت اندلاع حريق بالقرب من ساحته في الـ30 من كانون الثاني/ يناير مطلع 2022.


من جانبه، قال الباحث المصري محمد صلاح، إن "البهرة الذين شاركهم السيسي في افتتاح مسجد الحسين هم أحفاد الفاطميين الذين حكموا مصر 300 سنة تقريبا"، مشيرا إلى أن "الفاطميين كانوا شيعة إسماعيلية وليست إمامية، وهذا اختلاف في المعتقد وفي أمور سياسية كثيرة".

 


ونوه الباحث محمد صلاح، إلى أن "الشيعة الإسماعيلية من حكام الدولة الفاطمية هم أئمة وليسوا حكاما فقط، لذلك تحظى مصر بمكانة خاصة وكبيرة في قلوبهم، رغم خروجهم منها منذ ألف عام تقريبا، لأنها الأرض التي حكموها وظهر فيها أئمتهم".


وأشار إلى أن "أصل كلمة بهرة هندي جاء من لفظ "Vehru"، ومعناها التجارة أو التاجر باللغة الهندية"، مضيفا أنهم "أحفاد الفاطميين، وعندما سقطت دولتهم على يد صلاح الدين الأيوبي اشتغلوا بالتجارة واستقروا في الهند، ومقر سلطان البهرة في بومباي الهندية".


وأضاف: "سر ترابطهم هو التنظيم الذي يعملون به منذ آلاف السنين، مع عملهم بالتجارة وتوريد كل فرد خُمس ما يجنيه من أرباح للسلطان، إضافة إلى أنهم لا يتزوجون من خارج الطائفة، ولا يمارسون الدعوة والتبشير والتبليغ، ولا يريدون أن يكلمهم أحد".

 


وأفاد بأن "عودة البهرة إلى مصر بعد أكثر من ألف عام من خروجهم منها كان في عصر الرئيس السادات"، منوها إلى أن "سبب عودتهم هو الرابط التاريخي بينهم وبين مصر، وعقيدة عندهم تفيد بأن الحاكم بأمر الله ما زال على قيد الحياة وسيظهر في آخر الزمان من السماء من المسجد الخاص بهم في شارع المعز".


وأردف: "السادات لم يكن يريد أن يعيدهم إلى مصر، واستغرب جدا من إصرار وتوسل سلطانهم للعودة، وسأله عن إثبات لكلامه، فقال له إنه سيجد بئر مياه في وسط المسجد. وذهب السادات إلى المسجد، وفعلا وجد البئر، فوافق أن يعيدهم إلى مصر ولكن بشرطين، الأول أن يكون مسجدهم لكل المسلمين، ويخضع لرقابة وزارة الأوقاف، والشرط الثاني ألا ينشروا مذهبهم في مصر، فوافقوا".


ولفت إلى أن "البهرة موجودون في مصر من 50 إلى 60 تقريبا، وهم محترمون في تعاملهم مع المصريين"، منوها إلى أن "غالبيتهم يستثمرون في الحلويات والمجوهرات والبخور وكل ما له علاقة بالهند".

 

 

اقرأ أيضا: أموال المصريين في خطر

 

من هو سلطان البهرة؟


ويرأس سلطان البهرة إحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التي تؤمن بإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، وترفض إمامة أخيه نزار إمام الطائفة "النزارية" (الحشاشون).

 

وحكم أنصار المستعلي مصر حتى هزمهم صلاح الدين الأيوبي طاويا حقبة الدولة الفاطمية، لكن المستعليين لم تطو صفحتهم، بل انتشروا في العديد من دول العالم، وشكلوا قوة اقتصادية عبر عملهم في تجارة الورق والرخام والمنتجات الغذائية.


وقد اشتهر البهرة بالتزامهم الكبير بمذهبهم والتقاليد المنبثقة عنه، فهم متشبثون بزيهم الخاص اللافت للانتباه، ولديهم أماكن خاصة للعبادة، ويتحاشون أداء الصلاة في باقي المساجد الخاصة بالمسلمين.


وقال مؤرخون إن البهرة لا يسمحون لأحد باعتناق مذهبهم إلا إذا كان ذا أصل بهري، ويعتقدون بعصمة أئمتهم، كما أنهم يؤمنون بضرورة تقديم الصلاة والأعياد قبل يوم أو يومين، ويعملون دون كلل لإحياء ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد.


السلطان مفضل سيف الدين هو الداعي المطلَق الـ53 من سلسلة الدعاة المطلَقين الفاطميين، وقد ولد سيف الدين في مدينة سورت الهندية يوم 20 آب/ أغسطس 1946، وتم تعيينه سلطانا خلفا لوالده محمد برهان الدين إثر وفاته في منتصف كانون الثاني/ يناير 2014.


ولقب "الداعي" مخصص للزعيم الذي يتولى حكم الطائفة، ويعتبر ممثلا دنيويا للإمام ويتولى نيابة الإمام الدينية.