سياسة دولية

موسكو تزيد من ضغطها على خاركيف.. وكييف: هجوم صعب

تحاول روسيا السيطرة على المدينة التي تضم مصانع ضخمة للصناعات الدفاعية والثقيلة - جيتي

تواصل القوات الروسية سعيها إلى السيطرة على خاركيف شمال شرق أوكرانيا، حيث شنت ليل الجمعة السبت قصفا مدفعيا على المدينة، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وجرح آخرين حسب الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف.


ويحاول الجيش الروسي منذ بداية الغزو، في 24 شباط/ فبراير الماضي، السيطرة على خاركيف، ثاني مدينة الأوكرانية، رغم رغم أنها تعدها موالية لموسكو، لموقع المدينة الواقعة على الحدود مع روسيا، وشمال إقليم دونباس الانفصالي، الذي اعترف فلاديمير بوتين قبل بداية الحرب "باستقلاله".


كما تضم خاركيف مصانع ضخمة للصناعات الدفاعية والثقيلة، من دبابات ومدرعات وجرارات وغيرها، وعلى رأسها مصنع "ماليشيفا".


واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في هذه المنطقة الشمالية الشرقية حيث أعادت القوات الروسية تركيز هجومها "صعب". لكنه أضاف أن "جيشنا يحقق نجاحات تكتيكية".


إلى الجنوب والشرق في منطقة دونباس التي يريد الكرملين السيطرة عليها بالكامل، أكد زيلينسكي، أن "القصف المستمر على البنية التحتية والمناطق المأهولة يظهر ان روسيا تريد جعل هذه المنطقة غير مأهولة بالسكان".


وقالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية السبت إنه تم صد 14 هجوما شنتها القوات الروسية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خلال الساعات الـ24 الماضية.


ويسعى الجيش الروسي إلى وضع القوات الأوكرانية المنتشرة على خط المواجهة حول المناطق الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك، بين طرفي كماشة.


في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة نشرت السبت، أن "العملية العسكرية الخاصة التي بدأت في 24 شباط/فبراير تسير وفق الخطة بدقة".


وأضاف الوزير الروسي "ستتحقق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة على الرغم من العرقلة من جانب خصومنا"، داعيا حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة إلى الكف عن مد كييف بالأسلحة إذا كانا "مهتمين فعلا بحل الأزمة الأوكرانية".

 

والسبت،  قالت روسيا إن وحدات المدفعية قصفت 389 هدفا أوكرانيا الليلة الماضية منها 35 نقطة مراقبة و15 مستودعا للأسلحة والذخيرة وعدة مناطق تتمركز فيها القوات والعتاد الأوكراني.


وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن صواريخ القوات الروسية أصابت أربعة مستودعات للذخيرة والوقود.


لكن واشنطن ترى أن الهجوم الروسي متأخر، حيث مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القوات الروسية "بعيدة كل البعد عن تحقيق الارتباط" بين القوات التي تدخل منطقة خاركيف في شمال دونباس بتلك القادمة من جنوب البلاد.


وأضاف المسؤول الأميركي: "نعتقد انهم يواصلون تهيئة الظروف لهجوم مستمر أوسع وأطول".

 

قصف كييف
في المقابل، أعلنت القوات الروسية بشكل واضح الجمعة أنها قصفت العاصمة كييف في اليوم السابق، عندما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يزورها. 


وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "القوات الروسية دمرت بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة ورش شركة الفضاء أرتيوم" في كييف.


وأكدت برلين أن هذه الضربات أظهرت مرة أخرى أن فلاديمير "بوتين ونظامه لا يحترمان القانون الدولي".


واتهمت واشنطن الرئيس الروسي الجمعة بـ "الفساد" و"الوحشية" في الطريقة التي تتصرف بها القوات الروسية في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "من الصعب مشاهدة بعض الصور وتصور أن زعيما جادا يفعل ذلك".

 

رفع العقوبات


دبلوماسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن رفع العقوبات المفروضة على روسيا جزء من مفاوضات السلام بين موسكو وأوكرانيا التي قال إنها "صعبة" لكنها مستمرة يوميا.

وقال لافروف في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية إن "الوفدين الروسي والأوكراني يناقشان بالفعل حاليا مسودة معاهدة محتملة على أساس يومي عبر مؤتمرات الفيديو".


وأصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بدء الغزو في 24 شباط/ فبراير على ضرورة تشديد العقوبات الغربية على روسيا وعلى أنها لا يمكن أن تكون جزءا من المفاوضات.


ولم تعقد أوكرانيا وروسيا محادثات سلام وجها لوجه منذ 29 مارس آذار وتوترت الأجواء بسبب مزاعم أوكرانية بأن القوات الروسية ارتكبت فظائع أثناء انسحابها من المناطق القريبة من كييف. ونفت موسكو هذه المزاعم.


وقال لافروف دون الإدلاء بتفاصيل إن "أجندة المحادثات تشمل، من بين أمور أخرى، قضايا التخلص من النازيين والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة ورفع العقوبات ووضع اللغة الروسية.

 

8 آلاف جندي بريطاني


إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، أنها سترسل نحو 8 آلاف من جنودها للمشاركة في تدريبات في أوروبا الشرقية.


وستشارك القوات البريطانية في مناورات عسكرية واسعة تمتد من الشمال إلى الجنوب، ما يجعلها واحدة من أكبر عمليات الانتشار للقوات البريطانية منذ انتهاء الحرب الباردة منذ قبل عقود.


وقال وزير الدفاع بن والاس، في بيان، إن هذه التدريبات" ستشهد انضمام قواتنا إلى الحلفاء وشركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوة المشاة المشتركة في إظهار التضامن والقوة في واحدة من أكبر عمليات الانتشار المشتركة منذ الحرب الباردة".

 

اقرأ أيضا: مقتل جندي أمريكي بأوكرانيا.. وروسيا تؤخر هجومها على دونباس

وأضاف: "من خلال العمل في جميع أنحاء أوروبا، سيقف الجيش البريطاني جنبًا إلى جنب مع الشركاء وسنجمع بين قدراتنا والقيم المشتركة من أجل تعزيز السلام والأمن".


وستشارك بريطانيا بنحو 72 دبابة من طراز "تشالنجر 2" و 12 مدفعية مجنزرة من طراز "AS90" و 120 عربة قتال مدرعة محاربة.


وبالإضافة إلى الانتشار البريطاني، سيشارك في التدريبات عشرات الآلاف من القوات من الناتو وحلفاء قوة المشاة المشتركة (JEF).


وتهدف التدريبات العسكرية إلى توجيه رسالة قوية وموحدة إلى روسيا.