صحافة إسرائيلية

تل أبيب ترصد تبعات تقارب تركيا والخليج على العلاقات معها

أردوغان زار السعودية بعد دعوة مع الملك سلمان- حساب أردوغان عبر تويتر

في الوقت الذي بدأت فيه دولة الاحتلال باستعادة علاقاتها مع تركيا، ضمن سياسة المصالحات الجارية في المنطقة، فإنها ترقب عن كثب الدفء الحاصل في علاقاتها الأخيرة مع دول الخليج، لاسيما الإمارات والسعودية، وسط تقدير يهدف لدراسة تبعات هذا التقارب التركي الخليجي على العلاقات مع تل أبيب.

مع العلم أن القراءة الإسرائيلية لهذه العلاقات تضع بعين الاعتبار فرضية مقلقة مفادها أن أي تصعيد كبير في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية قد يخلق ضغطًا من أنقرة على عواصم الخليج لتبريد علاقاتها مع تل أبيب، فضلا عن كون نجاح أنقرة في إذابة الجليد مع الرياض وأبو ظبي قد يؤدي لتهدئة معينة في علاقات الأخيرة مع تل أبيب.

غاليا ليندنشتراوس ويوآل غوزينسكي الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ذكرا في ورقة بحثية مشتركة، ترجمتها "عربي21" أن "التتبع الإسرائيلي لسير العلاقات التركية الخليجية يرى أن أنقرة تسعى من ذلك لإجراء حوار مع جميع اللاعبين في المنطقة، ما يدفع إسرائيل للتحوط من مخاطر هذه السياسة، لأنها من جهة تكشف عن حجم البراغماتية في علاقات أنقرة، ومن جهة أخرى يمنحها أساسا مهما لقدرتها على التأثير في التطورات الإقليمية، وإعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يختتم زيارته للسعودية بتعهد بمرحلة جديدة من العلاقات


وأضافا أن "التقدير الإسرائيلي السائد يضع يده على حقيقة مفادها أن سعي الإمارات لتحسين العلاقات مع تركيا يمهد الطريق للرياض والقاهرة للفعل ذاته، ومع ذلك فإن التحديات التي تواجه تحسنًا حقيقيًا في العلاقات مع أنقرة تشكل علامة تحذير للدول العربية، بما يجعل التودد إلى تركيا ذا كفالة محدودة، وهذا الشك ينطبق أيضا حول استعداد أنقرة للمثابرة في المسارات الجديدة التي تسلكها مع تل أبيب، رغم أننا أمام تغيير في الاتجاه الإقليمي العام".

في الوقت ذاته، ترى تل أبيب أن تركيا التي تسعى لترميم علاقاتها مع دول الخليج العربي ربما تكون معنية بموازاة العلاقات المتنامية لجارتيها اليونان وقبرص مع إسرائيل، بزعم أنه في سياق شرق البحر المتوسط تواصل تركيا تقديم مواقف متشددة تجاههما، وقد تؤدي التطورات في هذا المجال لتفاقم التوترات بين أنقرة وتل أبيب، على اعتبار أن خلافاتهما ما زالت قائمة، وتنافسهما الإقليمي على النفوذ ما زال باقيا، رغم التقارب التدريجي الأخير.

مع أن تركيا ظهرت ممن استنكروا التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، بل وهددت بإعادة السفير التركي من الإمارات العربية المتحدة بعد توقيع الاتفاقات، لكن التهديد لم يتحقق، ربما لأنها تمر بأزمة اقتصادية حادة، وتأمل من الإمارات والسعودية أن تساعداها بالتعافي من هذه الأزمة، في حين أن تل أبيب تستحضر فرضية أخرى لافتة وتتمثل في أن دول الخليج تأمل في "استخدام" التقارب مع تركيا لتنشيط المحور المعادي لإيران في المنطقة، ما سيكون له تداعيات على إسرائيل.

لا تخفي المحافل السياسية الإسرائيلية أن تقارب تركيا كقوة إقليمية لديها طموحات لتوسيع نفوذها من دول الخليج، قد ينعكس هذه المرة في محاولة تقاربهما باعتباره ثقلا موازنا لإيران، رغم أن أنقرة قد لا تتشارك مع هذه الرؤية، لأنه رغم توتراتها المؤقتة مع طهران، فإن سياستها تجاهها مختلفة عن دول الخليج.