سياسة عربية

أنباء عن وساطة سعودية بين المغرب والجزائر.. هذه تفاصيلها

السعودية تسعى لإنهاء التوتر بين الرباط والجزائر قبل إنقاد القمة العربية المقبلة (الأناضول)

كشفت مصادر إعلامية مغربية مطلعة النقاب عن وساطة سعودية بين الرباط والجزائر من أجل إنهاء الخلاف بينهما، قبل القمة العربية المرتقب أن تستضيفها الجزائر نهاية العام الجاري.

ووفق موقع القسم الفرنسي لـ "مغرب أنتلجنس"، فإنه بعد مباحثات جرت بين المبعوثين السعوديين وممثلي السلطات الجزائرية، فإن "إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب خيار لا تنظر فيه السلطات الجزائرية، إلا في حالة استيفاء شروط مسبقة معينة". 

وأضافت الصحيفة: "صاغ النظام الجزائري عدة نقاط وشروط تبدو ضرورية له لإزالة أي توتر بين البلدين. ومن بين الشروط الرئيسية التي تنقلها السلطات الجزائرية للوسطاء السعوديين، نجد مطلب الالتزام الجاد من جانب المغرب بالتخلي عن كل تعاون أمني وعسكري مع إسرائيل".

وذكر الموقع، أن "الجزائر تعتبر أن التحالف المغربي الإسرائيلي بمنزلة تهديد خطير لاستقرارها وأمنها القومي. وتقول الجزائر إنها لا تستطيع أبدا قبول أن لجارتها الغربية علاقات مع إسرائيل لتطوير مشاريع عسكرية أو أمنية مشتركة. القادة الجزائريون مقتنعون بشدة بأن الإسرائيليين يستطيعون بسهولة مهاجمة وحدة أراضي البلاد أو تأجيج بؤر التوتر لإضعاف الجزائر بشكل خطير".

وأكد المصدر نفسه أن "المحادثات مستمرة، ومن المقرر عقد عدة اجتماعات في الأسابيع المقبلة في الجزائر العاصمة والرياض وحتى في تونس العاصمة بين مبعوثين سعوديين وممثلين عن المؤسسة الجزائرية".

 



وكانت الجزائر، أعلنت في آب (أغسطس) 2021، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها المغرب؛ جراء ما قالت إنها "سلسلة مواقف وتوجهات عدائية" تجلت في 3 تطورات، أولها يتصل بتصريحات منسوبة لمندوب المغرب لدى الأمم المتحدة بحديثه عن دعم استقلال منطقة القبائل، ولأن الرباط وفق تصريحات لوزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة أصبحت "قاعدة خلفية لدعم سلسلة الاعتداءات الخطيرة ضد الجزائر، وآخرها اتهامات باطلة ضد الجزائر من وزير خارجية إسرائيل، بحضور نظيره المغربي وبتحريض منه".

كما تتهم الجزائر المغرب بأنها على "تعاون موثق مع منظمتين تصنفهما الجزائر كمنظمتين إرهابيتين وهما: ماك (الحركة من أجل استقلال القبائل) ورشاد".

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن نهاية آذار (مارس) الماضي، التوقيع على مذكرة "تعاون عسكري" مع المغرب، خلال أول زيارة عسكرية رسمية إسرائيلية إلى المغرب، ضمت كلا من رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش، تال كالمان، وقائد لواء العلاقات الخارجية آفي دافرين، وقائد لواء التفعيل في هيئة الاستخبارات (لم يكشف هويته) إلى المغرب".

ووقّعت إسرائيل والمغرب، نهاية العام 2021، مذكرة تفاهم أمنية، خلال زيارة وزير الدفاع بيني غانتس إلى الرباط، وتهدف إلى تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.

وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنتا نهاية العام 2020 عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقفها عام 2002، ومنذ ذلك الحين، تم افتتاح سفارة لإسرائيل بالمغرب خلال زيارة قام بها وزير الخارجية يائير لابيد إلى الرباط في آب/أغسطس الماضي.

كما أُعيد افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، وتدشين خط طيران مباشر بين البلدين.

وتشهد العلاقات بين المغرب والجزائر انسدادا منذ عقود، على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وإقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو".

‎وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

ومن المفترض أن تستضيف الجزائر نهاية العام الجاري فعاليات القمة العربية، التي تأمل المملكة العربية السعودية أن تسبقها مصالحة جزائرية مغربية، وهو أمر يبدو مستبعدا في ظل استمرار حالة العداء المستحكم بين البلدين..

 

اقرأ أيضا: هكذا ساهمت "إسرائيل" في توتر العلاقة بين المغرب والجزائر