أخبار ثقافية

وفاة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب في الإمارات

مظفر النواب - وزارة الثقافة العراقية على فيسبوك

أعلنت وزارة الثقافة اليوم الجمعة، وفاة الشاعر الكبير مظفر النواب في الإمارات.

 

وقال مدير عام دائرة الشؤون الثقافية عارف الساعدي لوكالة الأنباء العراقية (واع)؛ إن "النواب توفي في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات".

 

 

 

ورحل النواب بعد أن كان قد وصف مرضه "مُتعبٌ منّي، ولا أقوى على حملي".. بأربع كلمات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كانت كافية ليختزل بها أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث مظفر النَّواب معاناته مع المرض.

 

ورحل على أعتاب التسعين، عن عمر 88 عاما.

 

ولد مظفر النواب عام 1934 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، ثم درس في جامعة بغداد وانخرط بعد سنوات في العمل السياسي، وانتمى وفقا لمعاصريه إلى الحزب الشيوعي العراقي.


وغادر العراق عام 1963 بعد المضايقات التي فرضها القوميون على الشيوعيين والنواب واحد منهم، قبل أن يعاد إلى العراق قسرا من قبل "السلطات الإيرانية التي اعتقلته" وهو في طريقه إلى روسيا ويودع في سجن "نقرة سلمان" الشهير جنوبي العراق.


وتمكن الهرب من السجن عبر حفر نفق فيه، وبقي متواريا عن الأنظار حتى عام 1969 عندما أصدر عفو عن المعارضين، وعاد إلى وظيفته في وزارة التربية العراقية بعد تخرجه من جامعة بغداد.


في عام 2011 عاد إلى العراق بعد فراق أكثر من 40 عاما، واستقبله بشكل رسمي الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني المعروف بعلاقاته مع الشعراء، قبل أن يعود ويغادره، وبقي طيلة أكثر من عقد يعاني من مرض عضال.


عرف عنه مناهضته لحزب البعث ونظام صدام حسين، ووقوفه في قصائده الشعبية والفصيحة إلى جانب الفقراء والكادحين، واشتهرت قصيدته "القدس عروس عروبتكم" التي يشتم فيها الحكام العرب بسبب "تخاذلهم" في الدفاع عن القدس.


ويقول في إحدى قصائده: "سرت في اتجاهك العمر كله، وعندما وصلت، انتهى العمر".

 

تعرّض مظفر النواب في بداياته للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى. وصف بأنه "أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث".

لقب بـ"الشاعر الثوري" لاهتمامه وإشادته بالرموز الثورية العربية والعالمية.

 

حاول توظيف شعره في إثارة مشاعر الجماهير العربية ضد الأنظمة القمعية والفساد السياسي والظلم. كما أن لغته الشعرية وصفت بالقاسية والمتمردة على المألوف في اللغة الشعرية المعاصرة.

مقطع من قصيدة لمظفر النواب:

"مو حزن لكن حزين
‏مثل ما تنقطع جوّا المطر
‏شدّة ياسمين
‏مو حزن لكن حزين
‏مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق من تمضي السنين!
‏مو حزن لكن حزين
‏مثل بلبل قعد متاخر
‏لقى البستان كلها بلاي تين
‏مو حزن ..لا مو حزن
‏لكن أحبك من كنت يا أسمر جنين!"

‏- مظفر النواب.