اقتصاد دولي

السيسي: حاسبوني لما يصبح دخلنا تريليون دولار.. "لسه بدري"

السيسي: أنا بنام وبحلم بالتريليون دولار- أ ف ب/ أرشيفية

اعترف رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر، عبد الفتاح السيسي، بخطورة الأوضاع الاقتصادية وتداعياتها المحتملة على الاستقرار في البلاد.

 

وقال السيسي، الاثنين، خلال افتتاحه مشروعات تنموية، إن بلاده تواجه ضغوطًا اقتصادية ناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، محذرا من تداعياتها على المصريين.

ودعا السيسي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني إلى المساعدة في تخفيف العبء عن المصريين، قائلا: "الموضوع لم يعد يتعلق بالاستثمار، الموضوع الذي نتكلم فيه مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ليس استثمارا، وإنما أصبح المحافظة على حالة الاستقرار في البلد هنا، لأن المواطن لو الضغط زاد عليه هيعمل ايه؟"

 

ولفت السيسي إلى أن دعوته المجتمع المدني للمساعدة من أجل الحفاظ على الاستقرار لا ترتبط بـ"حفظ النظام" أو الإبقاء عليه كرئيس، قائلا: "أوعوا تكونوا فاكرين بقول استقرار كده عشاني، لا والله، أنا بحلف بالله (...) والله العظيم أنما بتكلم على حالة رضا مجتمعي وحالة استقرار لا أستهدف منها حفظ نظام أو حفظ الرئيس يعني، لا والله العظيم".

 

وأضاف: "لو حصل أمر والناس لم تعد راضية، أنت تتكلم عن 100 مليون سنضيعهم، على منظمات المجتمع المدني ألا تنام. دوركم ليس حماية الناس فقط، الموضوع أكبر من ذلك، لأن الظروف اللي احنا موجودين فيها واستمرارها اللي مانعرفش هينتهي امتى، إن لم نكن موجودين ونخفف عنهم ما أمكن (...) لأن الموضوع ضاغط".

وأوضح السيسي أن مصر تأثرت بأزمتي جائحة كورونا وبعدها الأزمة الأوكرانية "لها تأثير كبير على العالم ونحن جزء منه".

واستطرد: "احنا لسه عضمنا مانشفش، عضمنا ينشف لما تلاقوا دخلنا في السنة تريليون دولار حاسبوني، غير كده لسه بدري (...) أنا بنام وبحلم بالتريليون دولار"، مشيرا إلى أن حكومته اتخذت إجراءات "لولاها لكانت الأسعار أعلى بكثير".


وتحدث السيسي عن أن الحكومة تعمل على ضبط أسعار الوقود والكهرباء. ولفت إلى أنها أجلّت زيادة أسعار الكهرباء للمرة الثالثة، قائلا: "الكهرباء مش خدتوا قرار متزودوهاش، اتكلمت مع الدكتور مصطفى دي 3 مرة نأجل البرنامج علشان منحملش على الناس".

 

 

وردا على سؤال بشأن الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، طرحه أحد الإعلاميين عليه خلال لقاء معهم عقب افتتاح المشروعات التنموية، أكد السيسي أنه لن يقترب أحد من مياه بلاده.

 

وقال السيسي: "أنا كلامي مش كتير، محدش هيقرب من مياه مصر"، مضيفا: "إزاي بقه نتكلم بالدبلوماسية، وطول البال، والصبر، وفي الوقت ذاته ننفذ مشروعات للاستفادة القصوى من المياه وإعادة تدويرها مرة واثنين وثلاثة".

وأردف: "أنا عملت كلّ ما يمكن عمله، صبرت وأعطيت الفرصة واشتغلت على ما عندي لأعظم ما لدي".


ويعد تصريحات السيسي الاثنين أول تعليق مصري على ما ذكره مدير مشروع سد النهضة، كيفلي هورو، في تصريحات متلفزة يوم 27 أيار/ مايو الماضي، عن أن عملية الملء الثالث للسد الإثيوبي، المتنازع بشأنه بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، ستكون في أغسطس وسبتمبر المقبلين.

 



وفي 10 حزيران/ يونيو الجاري، كشفت الخارجية الإثيوبية، في بيان، عن وجود "اهتمام" من أديس أبابا لاستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة، دون تعليق مصري أو سوداني.

وتؤكد الرئاسة المصرية عادة تمسكها بضرورة "التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي"، وهو طلب تؤيده السودان، وترفضه إثيوبيا مرارا.

وخلال السنوات الماضية، تسعى مصر لتعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل، لمواجهة تعثر مفاوضات السد الإثيوبي والمجمدة منذ أكثر من عام، والذي تخشى أن يؤثر على حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب).

بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.