سياسة عربية

لبنان يسلّم ردّه للوسيط الأمريكي.. مساع لإنهاء النزاع البحري

توقفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية في أيار/ مايو من العام الماضي- جيتي

سلّم الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، ردا على مقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، فيما يخص النزاع الحدودي البحري مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

وفيما لم يصدر أي توضيح عن رد بيروت، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتمع بهوكشتاين صباحا أيضا، وأبلغه أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء عملية التنقيب عن النفط، من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.

 

وهذا المقترح من المفترض أن يحفظ حق لبنان كاملا في حقل "قانا" بالمنطقة المتنازع عليها مع الاحتلال الإسرائيلي.


وبين الطرفين منطقة غنية بالنفط والغاز متنازع عليها تبلغ 860 كلم مربع، بحسب الخرائط المودعة من جانبهما لدى الأمم المتحدة.


ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، فإن عون شدد خلال لقائه مه هوكشتاين، على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية".


وتمنى عون على هوكشتاين، بحسب البيان، "العودة سريعا إلى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي".

 

وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت اليوم الاثنين بناء على دعوة من الحكومة اللبنانية بعد اعتراضها على وصول سفينة تديرها شركة إنيرجيان ومقرها لندن، إلى حقل غاز قبالة الساحل في الأسبوع الماضي، لتطوير حقل غاز يعرف باسم كاريش.

وتقول حكومة الاحتلال الإسرائيلي إن كاريش يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، بينما يقول لبنان إن الحقل يقع في مياه متنازع عليها وينبغي عدم تطويره قبل أن يختتم البلدان محادثاتهما غير المباشرة لترسيم حدودهما البحرية.

وفشلت تلك المحادثات العام الماضي بعد أن وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود المعروفة باسم "الخط 23" جنوبا إلى "الخط 29" بما في ذلك جزء من حقل كاريش.

وللتغلب على ذلك الوضع اقترح هوكشتاين في حينه مبادلة ميدانية من شأنها إنشاء حدود على شكل حرف إس بدلا من خط مستقيم، لكن لبنان لم يوافق رسميا على الاقتراح، بحسب مصادر رسمية.

ويصر لبنان على استئناف المحادثات غير المباشرة، لكنه لم يعلن بعد ما إذا كان سيلتزم بالخط 29 كنقطة انطلاق لتلك المفاوضات.

وتعتبر الولايات المتحدة أن الخط 29 "لن يقود إلى حل"، وفقا للمصادر.

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي: لبنان سيستورد الغاز من حقولنا
 

توجه للتخلي عن "29"


قال ثلاثة مسؤولين لبنانيين على دراية بالعملية الداخلية لوضع اللمسات الأخيرة على الموقف الحكومي من الأزمة إن لبنان سيتخلى عن مطالباته بالخط 29.

وقالت المصادر إن الرئيس ميشال عون سيلتقي بهوكشتاين الثلاثاء وسيقترح "الخط 23 بالإضافة إلى المزيد قليلا".

وحدد أحد المسؤولين أن موقف عون سيكون المطالبة بالخط 23 بالإضافة إلى 300 كيلومتر مربع التي تشمل حقل قانا، لكن ليس كاريش.

وقال اثنان من المسؤولين إن عون سيطالب باستئناف المحادثات غير المباشرة في أسرع وقت ممكن وبأن توقف إسرائيل جميع الأعمال في كاريش لحين انتهاء المفاوضات.

وقال النائب مارك ضو، الذي زار عون اليوم الاثنين ضمن مجموعة من البرلمانيين المستقلين، إن الرئيس أبلغ النواب بأنه "لا يمكنه الإصرار على الخط 29" كنقطة انطلاق.

وأضاف ضو لرويترز: "أبلغنا الرئيس عون بأن لبنان ليس لديه الأسس الفنية لبناء قضية للخط 29 لأن الحكومات السابقة فشلت في تقديم وثائق رسمية للحفاظ على هذا الموقف".

وقال آلان عون، النائب عن التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس، إن لبنان سيقدم "عرضا مضادا" لاقتراح هوكشتاين لكنه لم يذكر تفاصيل.

والتقى هوكشتاين بوزير الطاقة المؤقت وليد فياض ونائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب اليوم الاثنين، لكنه لم يدل بتصريحات علنية.

 

وتوقفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية في أيار/ مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

 

تطور إيجابي بالكهرباء

 

من جهة أخرى، قالت صحيفة "الأخبار" إن هوكشتاين أكد لوزير الطاقة اللبناني تأييد بلاده حصول لبنان على الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وطلب أن يوقّع الجانب اللبناني الاتفاق مع مصر.

 

ووعد بالعمل على إنجاز رسالة الضمانات التي تعفي الجانب المصري من عقوبات قانون قيصر، وبالتدخل لدى البنك الدولي لتأمين التمويل.

 

كما أنه وعد بحسب "الأخبار" بالتدخل مع الجانب العراقي لتجديد عقد تزويد لبنان بالفيول أويل لمعامل الكهرباء.

 

وبحسب الصحيفة فإن لبنان بصدد إنجاز الاتفاق مع مصر بحلول الأحد المقبل، "وخلال عشرة أيام على أبعد تقدير"، علماً بأن هوكشتاين أشار إلى أن "دراسة الجدوى السياسية" للمشروع التي يجريها البنك الدولي "تستند إلى مخاوف من استفادة النظام السوري وشركات روسية تخضع للعقوبات الأمريكية من الاتفاقيات".