صحافة دولية

NYT: إيران تبني شبكة أنفاق جديدة لتخصيب اليورانيوم

إيران تبني شبكة أنفاقٍ واسعة جنوب موقع نطنز النووي- الأناضول

تتزايد مخاوف الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن الملف النووي الإيراني مع تكهنات لاقتراب طهران من تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.

 

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن إيران تبني شبكة أنفاقٍ واسعة جنوب موقع نطنز النووي، فيما يعتقد أنه أكبر جهد تبذله في بناء منشأة نووية.

 

ونوهت إلى أنه رغم أن صور الأقمار الصناعية أظهرت الموقع الجديد، ويتم مراقبته من الجهات المختصة التي تتعقب انتشار المنشآت النووية الجديدة إلا أن مسؤولي إدارة بايدن لم يتحدثوا عنها علنا، وقد أشار إليها وزير الجيش الإسرائيلي لمرة واحدة فقط الشهر الماضي.

 

وفقًا لمعظم الروايات، فإن إيران أقرب إلى القدرة على إنتاج قنبلة اليوم أكثر من أي وقت آخر في ملحمة برنامجها النووي التي امتدت لعقدين من الزمن.

 

وذكر الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، الذي تقاعد مؤخرا كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية، حيث أشرف على التخطيط العسكري للتعامل مع إيران، أن طهران كانت تحاول على المدى القصير على الأقل، الاستفادة من قدراتها النووية في أثناء تفاوضها مع الولايات المتحدة..

 

وأضاف الجنرال ماكنزي أن "الأولوية القصوى للإيرانيين هي استخدام التهديد النووي للحصول على تنازلات اقتصادية وغير ذلك".

 

اقرأ أيضا: AC: إسرائيل نجحت تكتيكيا بضرب إيران وفشلت استراتيجيا

 

لكن المنشأة قد تثبت في النهاية أنها حاسمة بالنسبة لإيران إذا استمرت جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 في مواجهة عقبات. وفي الوقت الحالي، على الأقل، يبدو أن الجهود المبذولة لإعادة فرض قيود على الإجراءات النووية الإيرانية قد ماتت.

 

ويحد الاتفاق الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، من قدرة طهران على تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وأجبرها على شحن 97 بالمئة من وقودها النووي خارج البلاد. وساهم رفض بايدن لمطالبة إيران بإخراج "الحرس الثوري" من قائمة المنظمات الإرهابية، إلى جانب تدفق عائدات جديدة إلى طهران نتيجة لارتفاع أسعار النفط اليوم، في جمود المحادثات.

 

ويبحث الإيرانيون الآن عن نقاط ضغط جديدة، بما في ذلك حفر المصنع الجبلي بالقرب من نطنز. وخلال الأسبوع الماضي، أغلقت السلطات الإيرانية 27 كاميرا كانت تعطي المفتشين القدرة على مراقبة إنتاج إيران من الوقود.

 

وكان قرار إغلاق الكاميرات التي تم تركيبها كجزء من الاتفاق النووي مقلقا بشكل خاص لرافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

وقال غروسي الأسبوع الماضي: "إذا بقيت الكاميرات مغلقة لأسابيع، وكان من المستحيل تتبع مكان المواد النووية، أعتقد أن هذا سيكون ضربة قاتلة للآمال في إحياء الاتفاق النووي".

 

وفي نظر الخبراء وصلت طهران إلى نقطة أن تصبح ما عدها روبرت ليتواك، الباحث في "مركز وودرو ويلسون الدولي" الأمريكي "العتبة النووية التي يطرح برنامجها لتخصيب اليورانيوم الخيار لإنتاج أسلحة نووية، لكن دون بلوغ الخطوة الأخيرة".

 

ولعقود من الزمان، كانت قطعة أرض جرداء بالقرب من نطنز هي محور الجهود النووية الإيرانية، لطالما أصرت طهران على أن "مصنعها التجريبي" تحت الأرض يعمل فقط لإنتاج الوقود النووي للأغراض السلمية، لكن الأدلة التي حصلت عليها "إسرائيل" من مستودع بطهران تؤكد خلاف ذلك، وأن لديها خططا منذ عقدين لبناء قنبلة نووية إذا رأت أن ذلك يصبح لصالحها.

 

الموقع الجديد يشبه لحد ما منشأة فوردو النووية الإيرانية التي تم بناؤها تحت جبل على قاعدة عسكرية يديرها الحرس الثوري في 2009 وتتطلب صواريخ خارقة للتحصينات من أجل استهدافها وهي قدرة لا تمتلكها إسرائيل لغاية اليوم.

 

ويقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم يتابعون بناء المنشأة الجديدة منذ أكثر من عام، لكنهم غير قلقين كثيرا، لأنها تحتاج لسنوات عدة للانتهاء.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يدعو لتحضير خيار عسكري تجاه إيران رغم تحفظ واشنطن

ويشتبه المسؤولون الأمريكيون في أن الغرض المباشر من الموقع الجديد هو استبدال منشأة تجميع أجهزة الطرد المركزي التي فجرتها "إسرائيل" في نيسان/ أبريل 2020.

 

وتقول إدارة بايدن إن هناك متسعا من الوقت للتعامل مع المنشأة الجديدة، من خلال المفاوضات إن أمكن وبالقوة إذا لزم الأمر.

 

فيما يرى الإسرائيليون أن مجمع الأنفاق الجديد دليل على جهد إيراني لا هوادة فيه للسعي وراء صنع قنبلة نووية، مما يبرر هجمات إسرائيل المتسارعة على البرنامج النووي الإيراني والعلماء والمهندسين الذين يقفون وراءه.

 

وفي الأسابيع الأخيرة، عادت الهجمات والاغتيالات لإيرانيين في مواقع عسكرية رئيسية إلى الظهور مرة أخرى، رغم أنها أقل شهرة من محسن فخري زاده، الذي يعتقد أنه العقل الموجه لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني، والذي قُتل في كمين عام 2020.

 

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن بناء المنشأة الجديدة بدأ في 2020، وتشير تقديراتهم إلى أن المرفق كبير جدا، وهو أكبر بكثير مما هو مطلوب لاستبدال منشأة نطنز التي دمرت قبل عامين.

 

ويذكر العديد من المسؤولين الإسرائيليين أنهم يعتقدون أن الهدف النهائي لإيران هو استخدام المنشأة لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، باستخدام عائلة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي بدأت بالفعل في تركيبها، على أساس تجريبي في منشآتها القديمة القريبة.

 

ويقر المسؤولون الأمريكيون بأن المنشأة الجديدة كبيرة جدا، ومحمية بشكل جيد، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة غير مقتنعة بأن إيران تنوي استخدام المنشأة لتخصيب اليورانيوم.

 

وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن هذا الأمر لا يزال غير مؤكد، وإن الأمر الأكثر وضوحا هو نية إيران استخدام المنشأة لبناء أجهزة طرد مركزي وإعادة بناء المنشآت التي دمرها الإسرائيليون في السنوات الأخيرة.

 

وبالنسبة لإدارة بايدن، فإن المشكلة الأكثر إلحاحا هي أن إيران نجحت في المضي قدما في تخصيب اليورانيوم لتحقيق مستوى نقاء بنسبة 60 بالمئة، وهي أعلى بكثير من أي شيء قد يحتاجون إليه لمحطات الطاقة النووية المدنية، وذكروا أنهم شهدوا في السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة في الصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة التي تستخدم ضد أهداف سعودية وإسرائيلية.