"ما حدا يترك البارودة".. إبراهيم النابلسي

الاغتيال جاء بعد مداهمة نفذتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس دارت على إثرها مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال..

 

اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي في كتائب شهداء الأقصى، إبراهيم النابلسي، واثنين من رفاقه الثلاثاء، بعد حصار لساعات.


ورفض النابلسي ورفيقيه إسلام صبوح وحسين طه الاستسلام، واشتبكوا مع قوات الاحتلال لساعات ما دفع الأخيرة إلى استخدام صواريخ موجهة لاغتيالهم.

الاغتيال جاء بعد مداهمة نفذتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس دارت على إثرها مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي باتجاه المواطنين مباشرة، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.


على مدار قرابة الثلاث ساعات، شهدت مدينة نابلس وتحديدا أطراف البلدة القديمة في حارة الشيخ مسلم حصارا لأحد المباني القديمة التي تحصن بداخلها المطاردان النابلسي وصبوح، ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال لم تشهد المدينة مثلها منذ سنوات، فيما فجر الاحتلال المبنى بصاروخ "إنيرجيا"، ما أدى إلى استشهادهما، وإلحاق دمار كبير في المنازل والممتلكات المجاورة.


وفرضت قوات الاحتلال طوقا مشددا على حارات الحبلة والفقوس والشيخ مسلم، وأغلقت كافة مداخلها، وانتشرت في شارعي فيصل وحطين في المدينة، فيما اعتلى الجنود القناصة عددا من البنايات وأطلقوا الرصاص صوب المواطنين الذي هبوا للدفاع عن المطاردين، ما أدى إلى استشهاد الفتى حسين جمال طه، وإصابة 69 مواطنا بالرصاص الحي بينهم سبعة في حال الخطر، و20 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع والسقوط.


وبجبروت وصبر، صاحت هدى أم إبراهيم النابلسي: "إبراهيم طخوه لكن في 100 إبراهيم، كلكم أولادي، إبراهيم راح عند حبيبه النبي محمد.. الحمد لله"، فيما بادرها المتجمهرون بالهتاف "يا أم الشهيد نيالك يا ريت أمي بدالك".


وبعدما ابتهلت بالدعاء لفلذة كبدها فيما كان يؤمّن المتجمهرون خلفها، قالت أم إبراهيم النابلسي: "إبراهيم انتصر الحمد لله، إبراهيم الحر وهبته لفلسطين والمسجد الأقصى ولله الواحد الأحد".


ومنذ عدة أشهر تطارد قوات الاحتلال الشهيد النابلسي الذي بات المطلوب الأول في مدينة نابلس، بعدما نجا من عدة محاولات اغتيال، أولها كان في شباط/ فبراير الماضي عندما أطلقت قوات خاصة النار صوب سيارة في نابلس كانت تعتقد أن النابلسي بداخلها، لكنه كان قد نزل منها قبل دقائق من الاغتيال ليستشهد في العملية رفاقه أدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط.


وقبل قرابة الأسبوعين، نجا النابلسي من محاولة اغتيال في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة، بعدما حاصرت قوات خاصة منزلا فيها ودارت اشتباكات لساعات، استشهد خلالها رفقاء دربه محمد بشار عزيزي (25 عاما) وعبد الرحمن جمال صبح (28 عاما)، بعد حصار واشتباك مع قوات معززة من جيش الاحتلال.


وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة صوتية منسوبة لإبراهيم النابلسي خلال محاصرته من قبل جيش الاحتلال صباح يوم الثلاثاء في البلدة القديمة بنابلس، قال فيها: "أنا هاستشهد اليوم.. أنا بحبك يا أمي.. وحافظوا على الوطن بعدي.. أنا محاصر ورايح استشهد.. وأوصيكم يا شباب ما حد يترك البارودة".