صحافة دولية

هل يهدد الخلاف السعودي الإماراتي جهود إنهاء حرب اليمن؟

بلومبيرغ نؤكد أن التوترات بين الرياض وأبو ظبي تصاعدت داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات- جيتي
قالت وكالة "بلومبيرغ" إن السعودية والإمارات تتنافسان في السيطرة على اليمن ما بعد الحرب، بعدما تعاونتا ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدة أن هذا "يعرض آفاق السلام للخطر، مع وجود مخاطر أخرى على القوى الخليجية الغنية بالنفط".

وأضافت الوكالة أن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد "الهدنة الهشة مع الحوثيين وتنذر بجولة جديدة من التصعيد وإراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى"، بحسب ما نقلت عن أربعة أشخاص قالت إنهم مطلعون على الأحداث.

وأضافت: "تصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، إلا أن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن سليما".

وأوضحت أن إدارة بايدن  تشعر بالقلق من الخلاف وتخشى أن يؤدي إلى تقوية إيران وإفشال هدف رئيسي في السياسة الخارجية وهو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.

بدوره، قال كبير محللي الشؤون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، أحمد ناجي، إن "اليمن أصبح ساحة للسعودية والإمارات للتنافس وتصفية حساباتهما من خلال وكلاء محليين، ما يقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية".

بينما قال مسؤول حكومي إماراتي إن أبوظبي تدعم بشكل كامل الجهود السعودية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، ووصف "مزاعم التوترات بين الجارين بأنها كاذبة بشكل قاطع".

وأشارت أن "الأسابيع المقبلة حاسمة، حيث تستعد السعودية لجولة جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين، الذين هددوا باستئناف هجماتهم على المملكة، بما في ذلك مشروع نيوم العملاق، ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالتعويضات وحصة كبيرة من عائدات النفط والغاز".

وذكرت أن ذلك "يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات مع الإمارات حول قضايا أخرى، بعدما وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بلاده بشكل متزايد كزعيم إقليمي بلا منازع في كل شيء من الأعمال إلى الطاقة إلى السياسة الخارجية، وأدى ذلك إلى مشاحنات بين الحلفاء التقليديين في أوبك والإحباط بشأن محاولة استبدال دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط، فضلا عن الخلافات حول كيفية التعامل مع إيران".

وقالت إنه في أيار/ مايو الماضي، أثار زعيم جماعة مدعومة من الإمارات غضب السعودية عندما مر عبر مدينة المكلا الساحلية بجنوب اليمن وقدم نفسه كزعيم للدولة الجنوبية المستقبلية.



وأضافت أن عيدروس الزبيدي، الذي كان يرتدي نظارة شمسية وبدلة أنيقة، بدا "أشبه بالرئيس المنتظر أكثر من كونه متمردا سابقا مشاكسا، بينما كان يتجول في الشوارع، وهو يلوح من البرج المفتوح لمركبة مدرعة".

واعتبرت الوكالة أن هذا الخلاف دخل مرحلة جديدة خطيرة مع زيارة الزبيدي للمكلا، حيث أعلنت القوات المدعومة من أبو ظبي عن خطط لتوسيع نطاق وصولها، والمطالبة بالسيادة على حضرموت بأكملها، أكبر محافظة في اليمن والتي تضم 80٪ من نفطها.

وفي الشهر التالي، ظهر الزبيدي في القاعات الأنيقة في تشاتام هاوس في لندن، حيث أخبر جمهورًا من الدبلوماسيين والخبراء بأنه سيقاتل من أجل المحافظة "مهما كان الثمن".

وفي الوقت نفسه تقريبا، هبطت طائرة تابعة للقوات الجوية السعودية في مطار حضرموت الرئيسي لنقل القادة المحليين، بما في ذلك المحافظ، إلى الرياض حيث أعلنوا عن تشكيل مجلس إقليمي جديد لمواجهة الانفصاليين. 

وذكرت الوكالة أن حضرموت تعد موطن أجداد بعض أبرز العائلات التجارية والمصرفية في الرياض، وتشترك في حدود طويلة يسهل اختراقها مع السعودية. 

ولتعزيز سيطرتها على حضرموت، قامت الرياض بإنشاء وتمويل وتدريب قوة شبه عسكرية يمنية جديدة تُعرف باسم "درع الأمة"، والتي تجذب المقاتلين من الفصائل المدعومة من الإمارات بأجور ومزايا ثابتة، وفقًا لمسؤولين وباحثين يمنيين على الأرض.