تقارير

كنيسة برقين في فلسطين.. رابع أقدم كنيسة بالعالم تشتكي قلة الزوار

كنيسة برقين رابع أقدم كنيسة في العالم..
تعتبر أشهر معالم بلدة برقين، وأهم المعالم التاريخية والأثرية بالضفة الغربية.

كنيسة القديس جرجس و"مارجرجس" أو "جورجيوس" أو كنيسة برقين، كنيسة أرثوذكسية أثرية، تم بناء معظمها في الفترة البيزنطية، نسبة إلى القديس جورجيوس أو ما يعرف بـ"الخضر".

تقع على تلة صغيرة في بلدة برقين شمال الضفة الغربية، وهي رابع أقدم كنيسة في العالم، بعد كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة البشارة في الناصرة، وكلها تقع في فلسطين، وتعد خامس موقع كنسي في العالم كله.


                              المنظر الجانبي للكنيسة من الداخل ويظهر فيها البئر القديم

ويعيش في بلدة برقين 70 مسيحيا و 7 آلاف مسلم. أما الكنيسة فتتبع طائفة الروم الأرثوذكس.

ويعتقد أن اسم القرية جاء من تحريف كلمة "برصين" التي أصبحت مع مرور الزمن برقين.

ويعود التاريخ الأقدم للكنيسة إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي خلال العهد البيزنطي، أما البناء الحالي فيعود إلى فترة الصليبيين في القرن الثاني عشر. وتم ترميم الكنيسة وتوسعتها في الفترات اللاحقة، وهي تشتهر بوجود مغارة أثرية التي شفى فيه السيد المسيح العشرة البرص.

والأساس في الكنيسة هو المغارة التي عزل فيها عشرة أشخاص أصيبوا بداء البرص، وفي أعلى المغارة طاقة كان ينزل الناس من خلالها الطعام والشراب لهم، وكان في ذلك العهد يعتقد أن أي شخص مصاب بمرض فهو مضطهد ويجب عزله، لأنه مصاب بخطيئة حملها من والديه.

وأثناء مرور السيد المسيح من الناصرة إلى القدس مرورا بجنين فإنه استطاع الوصول إلى برقين وشفاء العشرة البرص، وبعض الذين اعتنقوا الدين المسيحي بدأوا بالصلاة بالخفية داخل هذا البئر خوفا من اضطهاد الرومان لهم، حتى قدوم الملكة هيلانا وزوجها والذين اعتنقوا الديانة المسيحية عام 314 ميلادية، وفي بداية القرن الرابع الميلادي استطاعوا فتح هذا البئر وبنوا هذه الكنيسة التي باتت تعرف محليا بكنيسة البرص العشر.

أما أهم معالم الكنيسة فهي: جدار قدس الأقداس ويعود إلى القرن الثالث الميلادي وهو مصنوع من الحجر، وكرسي البطريرك الذي يعود إلى القرن الرابع، بالإضافة إلى جرن المعمودية الذي تجاوز عمره الـ1000 عام.

وفي التصليحات التي حدثت في 2007، فإنه تم العثور على بئر روماني قديم وهو عبارة عن بابين وثلاثة غرف تحت الأرض كان يستعمل فترة الاضطهاد الروماني للصلاة فيه بالخفية خوفا من الرومان، وكان يوجد أيضا أول مدرسة في برقين قبل 200 عام .

وتعاني كنيسة برقين من الإهمال في الفترة الحالية فحضور احتفالات الكنيسة يقتصر على المسيحيين الذين يسكنون البلدة فقط، وبعض أصدقائهم المسلمين.

ويحمل القائمون على الكنيسة، وسائل الإعلام، المسؤولية الكبرى عن عدم التعريف بالكنيسة، ويحملون الطائفة الأرثوذكسية المسؤولة عن كنيسة برقين أيضا، والتي تحمل جزءا كبيرا من اللوم في عدم التعريف بالكنيسة، وقلة زائريها، بل إن الزوار المسيحيين الذين يصلون إلى القدس لا يعلمون بوجود قرية فلسطينية تسمى برقين في جنين، وفيها رابع أقدم كنيسة.


                                             أيقونة شفاء المسيح للعشرة البرص

وأيضا تتحمل المسؤولية في التقصير وزارة السياحة والسلطة الفلسطينية التي لا تقوم بأي دور يذكر في الترويج للكنيسة، وتتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن عدم النهوض بالقطاع السياحي في جنين عامة، وبرقين بشكل خاص.

وترى بلدية برقين أنه بالأساس هناك ضعف سياحي عام في محافظة جنين، وهذا ينعكس على كنيسة برقين كواحدة من أهم المواقع الأثرية وليس فقط الدينية في المحافظة، ويعود السبب في ضعف السياحة في محافظة جنين بشكل عام إلى عاملين:

الأول، يتعلق بخوف السياح الأجانب من زيارة جنين، والسبب الآخر أن المانحين يغضون بصرهم عن شمال الضفة الغربية كله ويحددون بالضبط أين سيدفعون، وبالتالي فلا تستطيع السلطة الفلسطينية ترميم أكثر من 200 موقع سياحي وأثري في محافظة جنين وحدها.

كما أن الاحتلال يروج لفكرة خبيثة ومسمومة عن جنين وكل فلسطين، وهي أنها تشكل خطرا على السياح الأجانب، وغالبا ما يحدد الاحتلال الإسرائيلي مسار السياح الأجانب الذين يقصدون فلسطين، لأن السياح يضطرون للتنسيق مع مكاتب سفر إسرائيلية أثناء قدومهم إلى الضفة المحتلة، وهكذا تكون جنين وآثارها، خارج مسار السائح، وخارج حساباته.

المصادر

ـ عمرو مناصرة، "كنيسة برقين..رابع أقدم كنيسة في العالم في جنين"، وكالة وطن للأنباء، 15/5/2023.
ـ عميد زايد، "برقين..الإهمال يضرب رابع أقدم كنائس العالم"، العربي الجديد، 24/12/2014.
ـ "برقين: كنيسة شفاء البرص العشر"، وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، 18/10/2017.
ـ عزيزة ظاهر، "كنيسة برقين.. تواريخ الجدران الدفينة"، موقع النجاح الإخباري، جامعة النجاح الوطنية، 19/4/2017.
ـ "كنيسة القديس جورجيوس بفلسطين تسعى للسياحة العالمية"، عربي21، وكالة الأناضول، 3/5/2015.