سياسة عربية

"القسام" فاوضت بهدوء حتى الدقائق الخمس قبيل التهدئة

الصهاينة يعيشون حالة هلع وارتباك أمني تجاه سلوك "كتائب القسام" - (وكالات محلية)
فوجئت الدولة العبرية بالهدوء الذي التزمت به "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مع انتهاء فترة التهدئة الإنسانية السابقة صباح الجمعة الماضي.

واعتقد قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين وكافة الخبراء والمحللين بأن موعد الساعة الثامنة صباحا من ذلك اليوم - وهو انتهاء فترة التهدئة - سيشهد سقوط عشرات الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، لاسيما وأنه سبقه خطاب للناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة" هدد فيه بحرب استنزاف إسرائيلية إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني.

وكان "أبو عبيدة" قال في خطاب له مساء الخميس الماضي، أي قبل عشر ساعات تقريبًا من انتهاء التهدئة الإنسانية السابقة التي رفضت المقاومة تمديدها: "إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام خاصة، وفي فصائل المقاومة الفلسطينية عامةً قد أعطينا القيادة السياسية لفصائلنا وشعبنا المجال للمفاوضات لتحقيق شروط شعبنا التي تمثل الحد الأدنى من تطلعاته في الحياة الكريمة وألا يظل أطفالنا تحت رحمة الاحتلال وحصاره".

وسرد "أبو عبيدة" مطالب المقاومة والتي باتت معروفة للقاصي والداني، وأهمها إنشاء الميناء البحري وإلا فإنهم جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد، ووضع الاحتلال أمام خيارات كلها صعبة عليه، وإدخاله في حرب استنزافٍ طويلةٍ تشل فيها الحياة في مدنه الكبرى، وتعطل فيها الحركة في مطار بن غوريون على مدار أشهر طويلة، ويتم تكبده دمارا كبيرا في اقتصاده، أو أن يتم استدراجه إلى الحرب البرية الواسعة "لتكون نهاية جيشه المهزوم، ونلحق به آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى والمهلوعين، ومئات الأسرى"، وفق قوله.
 
انتهاء التهدئة

إلا أن حديث "أبو عبيدة" عن المفاوضات وطالبه من الوفد الفلسطيني المفاوض أن لا يمدد وقف إطلاق النار إلا بعد الموافقة المبدئية على مطالب الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الميناء، جعلت الاحتلال وكافة المحللين يعتقدون أنه مع انتهاء التهدئة ستتساقط مئات الصواريخ على المدن المحتلة عام 1948م.

وطلب "أبو عبيدة" المفاوض بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه، وتأكيده على أن المقاومة قادرة على فرض شروط الشعب الفلسطيني عزز هذه النظرية لدى الاحتلال.

وفوجئ الجميع بالهدوء التام من قبل "كتائب القسام" وعدم إطلاقها رصاصة واحدة على الرغم من انتظار الاحتلال لإطلاقها أي صاروخ لتقول للعالم أن حركة "حماس" لا تريد التهدئة وخرقتها كما روجت بعض المصادر الإسرائيلية، حينما أطلقت فصائل أخرى بعض الصواريخ، وذلك مع استمرار العدوان واستشهاد أكثر من 20 فلسطينيا وتدمير ثلاثة مساجد وعشرات المنازل خلال هذه الفترة التي تلت انتهاء التهدئة السابقة.
 
الهدوء سيد الموقف

وظل الهدوء سيد الموقف لدى "كتائب القسام" وظن الاحتلال أن ذلك سينسحب حتى دخول موعد التهدئة الجديدة التي أعلن عند بدء سريانها عند الساعة الثانية عشر من فجر اليوم الاثنين.

وقبل بدء التهدئة بخمس دقائق، كانت المفاجأة أن "كتائب القسام" أمطرت مدينة تل أبيب وعددا من المدن الإسرائيلية بوابل من الصواريخ ردًا على جرائم الاحتلال بحق المساجد والمنازل وقتل الأطفال.

وقد أكدت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن دولة الاحتلال فوجئت من إطلاق الصواريخ بهذا التوقيت، معتبرة ذلك فشلًا أمنيًا ذريعًا، لا سيما وأن الصواريخ كان سقوطها في منطقة "غوش دان" في قلب تل أبيب.
 
فهم خاطئ

وقال بيان لكتائب القسام الذي تبنت فيه إطلاق الصواريخ: "لقد قبلت الكتائب بالتهدئة لإعطاء فرصة للجهود السياسية الرامية إلى تحقيق مطالب شعبنا العادلة، ولكن العدو الصهيوني فهم الرسالة بشكل خاطئ وظن أن صمتنا نابع من ضعف، فولغ في دماء شعبنا وواصل عدوانه بقصف بيوت المدنيين العزل وهدم المساجد على رؤوس من فيها، فكانت حصيلة عدوانه خلال الساعات الـ72 الماضية أكثر من 20 شهيداً وعشرات الإصابات في صفوف الأبرياء".

وأضاف البيان أن "كتائب القسام قد عاهدت شعبها ألا تصمت على جرائم الاحتلال، وأن تتصدى لأي حماقةٍ صهيونيةٍ يقدم عليها، وأن تجعل أرض غزة ناراً ولهيباً يحرق آليات المحتل وجنوده، وأن تجعله يدفع ثمن عدوانه باهظاً، ويفكر ألف مرةٍ قبل الإقدام على أي عدوانٍ على أبناء شعبنا، وستبقى أيادينا على الزناد حتى يرضخ الاحتلال لشروط المقاومة".

ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 1940 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.