ملفات وتقارير

الحوثيون يدخلون معقل القاعدة الرئيس بدعم من الجيش

الحوثيون يتقدمون في مناطق اليمن بغطاء من القوات الحكومية (أرشيفية) - أ ف ب
قال رجال قبائل محلية إن المقاتلين الحوثيين الشيعة مدعومين بقوات الحكومة اليمنية دخلوا معقلا للقاعدة وسط البلاد الأحد، بعد يوم من صد المقاتلين السنة لتقدم منافسيهم الشيعة.

ودخل الحوثيون منطقة المناسح في محافظة البيضاء تحت غطاء من صواريخ كاتيوشا أطلقها الجيش اليمني والحرس الجمهوري. وقالت مصادر قبلية إن مقاتلي أنصار الشريعة انسحبوا إلى منطقة أخرى تدعى بقلة على بعد ثلاثة كيلومترات.

وتقدم المقاتلون الحوثيون الشيعة صوب وسط وغرب اليمن منذ سيطروا على العاصمة صنعاء يوم 21 أيلول/ سبتمبر ليدخلوا في صراع مع القبائل السنية ومقاتلي القاعدة.

واشتعل الصراع في عدد من المحافظات الأمر الذي أثار قلق السعودية المجاورة لليمن.

وتفادى الجيش اليمني حتى الآن الاشتباك مع الحوثيين أو دعمهم في تقدمهم صوب معاقل القاعدة.

لكن الرئيس عبد ربه منصور هادي يعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مصدر الخطر الرئيس الذي يتهدد البلاد.

وقال زعيم قبلي إن الحوثيين استغلوا الخصومة القديمة بين جناحي قبيلة آل الذهب، وهي إحدى أكبر القبائل في المنطقة، واستطاعوا دخول المنطقة التي كانت المعقل الرئيس لأنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ولم يدل مسؤولون حوثيون بأي تعقيب، لكن محطة تلفزيون "المسيرة" التابعة للجماعة قالت إن المقاتلين الحوثيين وحلفاءهم وصلوا "إلى مقر زعيم عناصر الإجرام" في المناسح، في إشارة إلى أنصار الشريعة.

وذكرت مصادر قبلية أن طائرة أمريكية ضربت يوم الجمعة أهدافا للقاعدة في المناسح، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وقالت مصادر محلية الأحد، إن عبد الرؤوف الذهب الزعيم المحلي لأنصار الشريعة وعددا من الأعضاء السعوديين في الجماعة قتلوا في الغارة. ولم يتمكن مسؤولون من تأكيد هذه الأنباء.

وذكرت مصادر قبلية السبت أن متشددي القاعدة وحلفاءهم من القبائل قتلوا عشرات المقاتلين الحوثيين في رداع، وصدوا تقدمهم صوب البلدة التي يعيش فيها 60 ألف شخص.

وقالت المصادر إن مقاتلي القاعدة حاصروا الحوثيين على جبل في رداع فجر السبت وقتلوا عشرات منهم، وأسروا 12، ما اضطر الحوثيين للتراجع إلى محافظة ذمار رغم أن الاشتباكات استمرت في مناطق أخرى من المدينة.

وسيطر الحوثيون على صنعاء الشهر الماضي دون مقاومة تذكر من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.


عبد ربه هادي يدعو الحوثيين إلى سحب المسلحين من كافة المدن 

من جهته، دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، جماعة أنصار الله "الحوثي" إلى سحب مسلحيها من جميع مدن البلاد بما فيها العاصمة صنعاء، وبدون أي تأخير.

جاء ذلك في كلمة له بثها التلفزيون الرسمي الأحد، خلال ترؤسه في دار الرئاسة بصنعاء اجتماعا ضم مجلس الدفاع الوطني وهيئة مستشاريه ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح.

ودعا عبد ربه هادي، في كلمته، جماعة أنصار الله "الحوثي" إلى سحب مسلحيها من كافة المدن بما فيها العاصمة صنعاء التي سيطر عليها المسلحون قبل أكثر من شهر، و"بدون تأخير".

وفي أقوى هجوم له ضد جماعة "الحوثي" منذ سيطرتها على صنعاء انتقد الرئيس اليمني ما وصفه بـ"الممارسات الاحتلالية للوزارات ومؤسسات الدولة وشركات النفط من قبل مسلحي الجماعة".

ودعا الحوثيين كذلك إلى عدم "الهروب من المسؤولية وخلق الذرائع لاحتلال" المدن اليمنية.

وأضاف أنه "لا يحق لأي طرف أن يحارب الإرهاب إلا قوات الجيش"، في إشارة إلى قيام ما يعلنه الحوثيون بأنهم يحاربون "التكفيريين" و"الإرهابيين" في محافظة البيضاء وسط البلاد، وغيرها من المناطق.

وأردف الرئيس اليمني بأن "القوات المسلحة والأمن ستواصل جهودها في التصدي للأعمال الإرهابية ومحاربة الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية في أي منطقة من مناطق البلاد".

وناشد قوات الجيش بأن تكون على قدر المسؤولية في محاربة الإرهاب والحفاظ على أمن البلاد.

ودعا مختلف المكونات السياسية في البلاد إلى العمل من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبارها مستقبل أبناء الشعب، وعدم اليأس من قيام الدولة المدنية القائمة على الشراكة المتساوية.

وفي الوقت الذي شدد فيه على أهمية العمل من أجل استعادة قيمة الدولة ومكانة الشعب، قال هادي: "سنمضي إلى إخراج اليمن من الصراعات والأهداف الضيقة إلى مستقبل مزدهر".

ومضى بالقول: "تحملنا رعونة البعض، ليس ضعفا، وإنما من أجل مصلحة الوطن".

وجدد دعوته الأطراف السياسية في البلاد إلى العمل مع رئيس الوزراء المكلف محفوظ بحاح "من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وفقا للآليات المتفق عليها، لتكون حكومة كفاءات وطنية تعزز الشراكة وتسهم في تهيئة الأجواء لاستكمال بناء اليمن الحديث الذي ننشده جميعا"، على حد قوله.


الحوثيون يقتحمون مقر مجلس شباب الثورة في الحُديدة 

وفي سياق متصل، اقتحم مسلحون حوثيون الأحد، مقر مجلس شباب الثورة السلمية (غير حكومي) في محافظة الحُديدة غربي اليمن، حسب بيان لرئيسة المجلس توكل كرمان.

وقالت رئيسة المجلس، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان" في بيان مقتضب على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "مليشيات الحوثي المسلحة اقتحمت مقر مجلس شباب الثورة السلمية في الحديدة، على خلفية دعوة المجلس ومشاركته في مسيرات احتجاجية على احتلال الحوثيين للمدينة"، مشيرة إلى "أن المسلحين الحوثيين توعدوا باختطاف منسق المجلس في الحُديدة طارق سرور".

ونددت كرمان بما أسمتها "الهمجية التي تكشف عن الوجه القبيح لمليشيات الحوثي المحتلة"، مؤكدة أن "هذه البلطجة لن تثني شباب الثورة عن المطالبة بجلاء مليشيات الحوثي عن المدن التي تحتلها"، على حد تعبيرها.

ولم تعلق جماعة "الحوثي" على تلك الاتهامات على الفور.

ويعتبر مجلس شباب الثورة أحد المكونات الكبرى في الثورة الشبابية في اليمن، وتأسس منتصف العام 2013، بقيادة توكل كرمان، الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2011، ويضم نخبة من المثقفين والقيادات الشابة في الساحة اليمنية.

وخلال الأيام الماضية، سيطر مسلحون موالون  لجماعة "أنصار الله"، على عدة مناطق استراتيجية بمحافظة الحُدَيْدة، المطلة على ساحل البحر الأحمر، غربي اليمن، بينها المطار المدني والعسكري، والميناء الرئيسي، وقلعة الكورنيش التاريخية.