مقالات مختارة

اختلف أردوغان وغولن على إيران وإسرائيل!

1300x600
تابع "أتراك" نيويورك الحديث الحالي عن الأوضاع داخل بلادهم، قالوا: "أحياناً يمارس أردوغان في موقعه السياسي الرسمي أكثر مما يعطيه الدستور الحالي الحق في ممارسته، لكنه يتشاور في الأمور المطروحة مع رئيس الحكومة، وعادة يرسل إليه مشروعه في أي موضوع يهمه، فاذا وافق عليه يأخذ طريقه العادي إلى الإقرار. 

طبعاً هناك نوع من الممارسة الأردوغانية الرئاسية في نظام غير رئاسي، إلا أن شعبيته رغم ذلك كله لا تزال جيّدة، وهو سينجح في الانتخابات النيابية المقبلة، لكن أحداً لا يضمن حصوله وحزبه على ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب وهي الأكثرية التي يحتاج إليها لتعديل الدستور، ورغم ذلك فان ممارسته النظام الرئاسي قد لا تتوقف، لكن إذا فاز حزب منافس لحزبه في الانتخابات المشار إليها فقد تحصل مشكلة بين رئيس الدولة أردوغان ورئيس الحكومة الجديد، علماً أن ذلك ليس أكيداً. 

الفساد موجود في تركيا كما هو موجود في العالم كله"، ماذا عن المشكلة بين أردوغان وغولن رئيس حركة "حِزمت"؟ سألت، أجاب: "كان الاثنان حليفين أو شريكين كما وصفتَ علاقتهما أنت، لكن هذه الأخيرة ساءت لأسباب عدة منها تسريب وثائق عن الفساد عند رئيس الجمهورية ومحيطه وعائلته وحاشيته، ومنها أيضاً إيران؛ إذ يرى غولن وحركة "حِزمت" أنها صاحبة مشروع شيعي في المنطقة مضاد للسنّة، ويهدف إلى السيطرة على العالم العربي والعالم السنّي إجمالاً. 

وكان غولن يرى ضرورة التشدُّد مع إيران، أما أردوغان فانه لم يتبنّ مشروعها، لكنه آثر التعاطي معه بهدوء ورويّة، رافضاً الانجرار إلى معركة سياسية مباشرة معها أو إلى معركة عسكرية وأمنية غير مباشرة، أي باستعمال وسائط وأدوات غير تركية (By Proxy). 

ومنها ثالثاً إسرائيل. فغولن وبحكم إقامته الطويلة في أميركا نشأت علاقة قوية له بيهودها، وصارت نظرته إلى العلاقة مع إسرائيل مختلفة عن نظرة أردوغان إليها، وقد تشدّد هذا الأخير معها رغم احتفاظه بعلاقات تجارية معها. 

غولن كان سياسياً أو عمل في السياسة قبل وصول "حزب العدالة والتنمية" الذي أسّسه أردوغان (AKP) إلى السلطة، وهو موجود عبر أنصاره في أكثر من موقع داخل الدولة، وحركته "حِزمت" سياسية أو تتعاطى السياسة في صورة غير مباشرة، لكنها ليست حزباً سياسياً، المهم في تركيا الديموقراطية.

العلمانية ليست ديناً لكنها محترمة، والديموقراطية ليست انتخابات فقط، وأعتقد أن تركيا ستخرج من كل أزماتها الداخلية وستبقى ديموقراطية"، علّقتُ: لا يزال الاعتماد على تركيا (أردوغان) لقيادة الإسلام السياسي السنّي في المنطقة نحو الاعتدال قائماً عند دول عدة كبرى ومتوسطة في العالم، رغم فشلها في التعاطي مع الأزمة السورية، وفي حماية السنّة العرب من مشروع إيران الشيعية، لكن أخبرني عن مواقف تركيا هذه من سوريا وأميركا و"التحالف الدولي ضد الإرهاب" والتحالف العربي ضد إيران في اليمن.

قال: "إقامة منطقة آمنة في سوريا وفرض حظر على تحليق الطيران الحربي السوري في أجوائها لا يزالان مطلبنا أي مطلب تركيا، وربما نحصل على ذلك كما تعتقد أنت، لكن تركيا واضحة، فهي عضو في التحالف الدولي الفضفاض ضد الإرهاب، لكن قل لي ما هي استراتيجيا هذا التحالف وقضيته، وأخبرني عن طريقة عمله، وقل لي أيضاً ماذا يفعل التحالف العربي؟ نحن أعضاء في التحالفين، لكننا نقول رأينا في صراحة ونفعل ما نقتنع به ونرفض ما لا نقتنع بأنه مفيد. 

لا أ حد يعرف ما هي مخططات المتحالفين، وكيف يمكن أن تقول وتعلن أنك تستهدف بطيرانك الحربي "داعش" (ISIS) في العراق وتمتنع عن استهدافه في سوريا؟ وكيف لا تضرب النظام السوري الذي ساهم في إنشاء هذا التنظيم؟ هناك تناقض في الأهداف والتصرّف والسياسات، كلّما قُتل مدنيون في الحرب الدائرة كلما ازداد عدد المنضمّين إلى "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى، لا يمكن محاربة "داعش" وهذه المنظمات بأسلوب واحد". 

علّقت: "هناك دعم تركي وسعودي وقطري لكلّ الذين يقاتلون في سوريا، سواء من المنظّمات التي ذكرت أو من غيرها، ناس يقدّمون اليهم المال، وناس يقدمون السلاح، وناس يدرّبونهم ويعطونهم الخبرة، وناس تسهِّل دخولهم الأراضي السورية. 

ودعني أكون صريحاً معك، تركيا هي من الدول التي تتساهل مع الراغبين في قتال نظام الأسد، وذلك يسمح لغالبيتهم باستعمال أرضها محطة للعبور إلى سوريا، هذا فضلاً عن غضّ النظر عن "تسلُّل" السلاح وعن التدريب"، ما الهدف من ذلك؟ سألتُ، بماذا أجاب "أتراك" نيويورك؟



(نقلا عن صحيفة النهار اللبنانية)