ملفات وتقارير

"ستراتفور" يناقش كفاءة تكتيك تنظيم الدولة عبر "المفخخات"

تفجير خان بني سعد أحدث صدمة ورعبا كبيرا وأوقع عددا كبيرا من القتلى ـ أ ف ب
ناقش تقرير استخباري لمركز "ستراتفور"، وهو مركز أمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، تفجير خان بني سعد الذي نفذه تنظيم الدولة في 18 تموز/ يوليو الماضي، واصفا الهجوم بأنه "ذكي، وقاتل"، فضلا عن أنه استهدف مكانا سهلا للغاية، وقدّمه كمثال للتطور الكبير الذي وصل له تنظيم الدولة في قدراته التكتيكية عبر استخدام "المفخخات" لتحقيق أهدافه بأسلوب "الصدمة والرعب".
 
وأشار التقرير إلى أن التفجير يدلل على قدرات كبيرة لتنظيم الدولة في مجال تصنيع المتفجرات بالغة التأثير، وقدرة كبيرة أيضا في استخدام الخديعة والمكر لاستهداف أكبر عدد من الضحايا وجرهم لمكان الاستهداف، فضلا عن قدرات هائلة في التخطيط وتنفيذ العمليات الانتحارية في المناطق الخاضعة لنطاق التنظيم.

وحول الهيكلية التي يعمل بها تنظيم الدولة، أكد التقرير أن التنظيم يعمل وفق قاعدة وجود مركز يتبعة عدة فروع ومجموعات امتياز. فالمركز يعمل ضمن ثلاثة مستويات في منطقة محددة هي العراق وسوريا والفروع تعمل في دول أخرى في مصر وليبيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأوروبا.


وأكد التقرير أن تنظيم الدولة في سوريا والعراق يبعث بالدعم للفروع عبر إرسال عقول مدبرة ومخططين يزيدون من فعالية مجموعات الامتياز وتدريب أفرادها وتكليفهم بمهام محددة.

وشدد التقرير على أن تنظيم الدولة في المركز (سوريا والعراق) يمتاز عن فروعه في الدول الأخرى بأنه قادر على تنفيذ هجمات انتحارية باستخدام السيارات المفخخة.

المفخخات

وقال التقرير إن أهم ما يميز تنظيم الدولة في أساليبه القتالية في هذه المرحلة استخدامه للمفخخات، واستطاع التنظيم بناء خبرات كبيرة في هذا الجانب وتنفيذ عمليات هامة وناجحة تحقق أهداف التنظيم.
والنمط المفضل للتنظيم بتفخيخ عربات مدرعة، والدرع لا يستخدم للحماية فقط بل يزيد من ضخامة الانفجار والمزيد من الشظايا المتناثرة لإصابة أكبر عدد من الأهداف.

تستخدم المفخخات لاختراق أي محيط أمني مثل قاعدة عسكرية، الأولى تستهدف إحداث ثغرة والأخريات تستهدف كل ما يقع داخل الدائرة الأمنية من مراكز وثكنات، وفي الغالب تستخدم ضد أهداف أمنية لا تملك قدرات على صد هجوم التنظيم، وهذه الآلية تسميها أمريكا "الصدمة والرعب"، وهذا التكتيك فعال في شل القوة العسكرية للخصم.

وأشار التقرير إلى أن الفروع ومجموعات الامتياز فشلت في امتلاك قدرات وقوة (المركز) في سوريا والعراق، ولذلك فإنها لم تستطع تحقيق أهدافها بذات الفاعلية وذكر ولاية صنعاء على سبيل المثال، ربما يعود لأن السيارات المفخخة بحاجة لقدر كبير من التخطيط والموارد.

وحذر التقرير من أن الفروع ومجموعات الامتياز رغم فشلها في تنفيذ بعض العمليات إلا أنها يمكن أن تعمل عبر أسلوب التجربة والخطأ والتدريب، وسيكون لهم قدرة بالغة على تحسين خبراتهم وتحقيق أهدافهم، متوقعا حصول قفزة كبيرة قدراتهم التشغيلية.

وطالب التقرير مراكز القرار في أمريكا والعالم بمواصلة تقديم الدراسات والتحليلات التي تقيس مدى الخطورة والتهديد الذي تسببه "كفاءة تنظيم الدولة التكتيكية" بالإضافة لمجموعات امتيازها وفروعها.