سياسة عربية

ما الذي يجمع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان بعد القطيعة؟

زيارة الطيب هي الأولى لشيخ للأزهر للفاتيكان - أرشيفية
في سابقة تاريخية، يلتقي شيخ الأزهر، الشي أحمد الطيب، والحبر الأعظم للكاثوليك، البابا فرنسيس الأول، في الفاتيكان، الاثنين، في عودة للحوار بين أكبر مؤسسة سنية بالعالم، والكنيسة الكاثوليكية، بعد قطيعة استمرت خمس سنوات

يأتي اللقاء تحت عنوان مواجهة التطرف والإرهاب، وهو الهدف المعلن ذاته الذي كان قد جمع البابا فرانسيس مع بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل في 13 شباط/ فبراير 2016، في لقاء تاريخي في مطار العاصمة الكوبية هافانا، هو الأول بين رأسي الكنيستين الشرقية والغربية منذ انفصالهما قبل ألف عام. ودعا فرانسيس لاستعادة الوحدة المسيحية لإنقاذ المسيحيين مما وصفه بـ"التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط".


ورغم أن شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي كان قد التقي البابا الراحل، يوحنا بولس الثاني في عام 2000، خلال زيارة الأخير للقاهرة، إلا أن زيارة رأس الأزهر للفاتيكان لم تحدث من قبل.

نصر للفاتيكان

من جانبه، يرى الدكتور عطية عدلان، أستاذ الفقه وأصول الدين، أن "الزيارة تأتي في إطار التطبيع بين المؤسستين لتحقيق جملة من الأهداف التي ما جاء الانقلاب العسكري في توقيته ذاك (منتصف 2013) إلا من أجلها"، وفق تعبيره.

ويضيف عدلان، عضو البرلمان المصري السابق في 2012، لـ"عربي 21"، أن "على رأس هذه الأهداف تحقيق نصر حقيقي للفاتيكان في قضية حوار الأديان، بإذاعة الفوارق بين الأديان، والاعتراف للأقباط بحق أصيل في حكم مصر".

وأشار إلى أنه على الرغم من وجود خلاف مذهبي بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، فإن هذا لا يمنعهما من التعاون لمصحلتهما معا.

ويلفت عدلان إلى أن الزيارة التي قد تأتي في إطار الدفاع عن الإسلام ورفضا لحالة الإسلاموفوبيا التي تعم العالم، ولكنه عاد ليؤكد أن "دين الإسلام ليس بحاجة إلى من يدافع عنه، وما الإرهاب إلا ما يمارسه الحكام الطغاة في حق شعوبهم وصمت العلماء عليه"، في إشارة إلى تأييد أحمد الطيب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

البابا بندكت السادس عشر

وكالة فرانس برس قد وصفت اللقاء الأول من نوعه والمرتقب بين البابا (79 عاما)، وشيخ الأزهر (70 عاما)، بـ"الأمر الذي يعد نقلة حاسمة في العلاقات الضعيفة بين المؤسستين".

علاقات المؤسستين كانت قد شهدت توتراً كبيراً، في عهد البابا السابق بندكت السادس عشر، الذي ربط في محاضرة له عام 2006 بين الإسلام والعنف، ما أثار استياء الأزهر، وجمّد على أثرها الحوار مع الفاتيكان. لكن الحوار عاد مرة أخرى في 2008، ثم تم تجميده بعد تصريحات للبابا السابق طالب فيها بحماية المسيحيين إثر حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع 2011، والتي اعتبرها الأزهر تدخلا في الشأن المصري.

السيسي يفتح الباب

وبدأ تحسن العلاقات بين الأزهر والفاتيكان بعد لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والبابا فرانسيس، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وعلى إثرها تبادلت وفود الأزهر والفاتيكان الزيارات.

وقبيل أيام من الزيارة، وأثناء استقباله وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية حول أزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، أعلن بابا الفاتيكان، الأربعاء، عن اعتزامه زيارة القاهرة خلال الفترة المقبلة.

ملفات الزيارة

ومن المنتظر خلال اللقاء بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان؛ فتح ملفات عدة، منها القضية الفلسطينية و"التطرف والإرهاب"، وكذلك عمليات الاتجار بالبشر وجميع أشكال العبودية، حسب تصريحات صحفية  للشيخ عباس شومان وكيل الأزهر، الذي توقع أيضا أن يثمر اللقاء نقاط أخرى، مثل الإعلان رسميا عن عودة حوار الأديان والذي يرعاه البابا والأزهر مرة أخرى، وإعادة النظر في الاتفاقية المبرمة بين الأزهر والفاتيكان عام 1989، وتعديل بنودها بما يتناسب مع المستجدات العالمية، وتشكيل لجان عمل على هذه القضايا مؤلفة من أعضاء بالأزهر والفاتيكان.