سياسة دولية

الهلباوي يهاجم الإخوان وآل سعود عبر وكالة إيرانية محافظة

الهلباوي
هاجم القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، كمال الهلباوي، في حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية، جماعته السابقة، بالإضافة للسعودية.

وشدد -بحسب ما ذكرت الوكالة المقربة من الحرس الثوري- على "ضرورة الترابط والتكامل بين إيران ومصر، موجها انتقادات لاذعة للسياسة التي تتبعها السعودية في منطقة الخليج والمنطقة الإسلامية".

وغازل في حواره طهران، وتمنى أن "تحذو مصر والعالم الإسلامي حذو إيران".

وقال إنه رغم توقيع مصر على اتفاقية "كامب ديفيد" في عهد السادات، إلا أن السعودية جهدت خلال العقود الأخيرة في إضعاف العلاقة التي تربط بين مصر وإيران؛ بهدف صرف أنظار الشعوب عن العداء للكيان الصهيوني إلى عدو موهوم جديد، وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، على حد قوله.

"الإخوان المشكلة"

وبرده على سؤال: إلى أي مدى وصلت حالة التأزم بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين؟ زعم الهلباوي أن هناك "أزمة بين الإخوان وجميع مكونات الدولة، بمعنى أن الأزمة ليست مع النظام الحاكم فقط، بل مع الشعب نفسه، فالإخوان قد استعْدوا الجميع، الشعب بأغلب شرائحه، والدولة بأغلب مؤسساتها، فقد استعدوا القضاء، والمؤسسات الإعلامية، والشرطة والجيش".

وادعى أن "الإخوان المسلمين هم من وضعوا أنفسهم في هذا الموضع، وبأيديهم حولوا الأزمة من أزمة مع الحكومة إلى أزمة مع كل مكونات الدولة، الإخوان المسلمون ارتكبوا أخطاء فادحة، من الصعوبة بمكان ترميم آثارها، فقد وضعوا الشعب المصري خلف ظهورهم، وأداروا ظهرهم للثورة، وهرولوا خلف السلطة".

وحمل الإخوان مسؤولية انسداد الأفق السياسي، وقال إنه "لا توجد في الوقت الراهن ثمة مبادرات أو أطروحات؛ وذلك بسبب حالة التعنت من جانب الإخوان المسلمين؛ بسبب إصرارهم على التمسك بفكرة ما يسمى "الشرعية"، ودشنوا التحالفات فيما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، الذي ضم إليه الجماعات الجهادية التي انخرطت سابقا في أعمال إرهابية".

الهجوم على السعودية

وحول العلاقات المصرية السعودية، قال الهلباوي إن "التوتر الحاصل بين مصر والسعودية على الصعيد السياسي ليس سابقة تاريخية، فقد سبق أن وصلت الأمور بينهما للحرب، وذلك إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر، على خلفية حرب اليمن، فمصر اشتبكت مع السعودية سابقا في اليمن؛ لأنها أرادت تحريره وإخراج شعبه من ظلمات آل سعود، وتخليص اليمنيين من حكم ديكتاتوري متخلف، بل شديد التخلف، وآل سعود وقفوا حائلا دون تحرر هذا الشعب؛ لأنهم يخشون من أي مد ثوري في المنطقة برمتها، ولا يتوقف الأمر عند خشيتهم من أي حراك داخل المملكة فحسب".

وأضاف أن السعودية "تريد أن تكون ندا لإيران، وهو طموح يفوق قدراتها الذاتية، مستغلين البعد الديني لشبه الجزيرة العربية، ووجود الحرمين فيها، وكون بلادهم قبلة للمسلمين، ناسين أو متناسين أن الخليج بأكمله أرض محتلة من الأمريكان والغرب، وبلادهم تؤوي قواعد عسكرية لهذه الدول".

ودعا السعودية إلى أن تحدد أولوياتها، "وأن تولي وجهها شطر العروبة ومصالح الأمة".

وقال: "أنا لا أفهم لماذا تقوم السعودية بتدشين حلف إسلامي، وفي الحقيقة ما هو بإسلامي، وكل هدفها هو شرعنة عدوانها على اليمن".

وأردف قائلا: "ولت سنين العسل بين أمريكا والسعودية، معادلة النفط مقابل الحماية ذهبت لغير رجعة؛ لذا تحركت السعودية لتحمي نفسها بنفسها، فتورطت هنا وهناك، ودخلت في معارك لا قبل لها بها".

"أما عن العلاقات بين مصر والسعودية، فإن قدر مصر أن تتحمل أذى الآخرين؛ بحكم حجمها وثقلها ودورها التاريخي، باعتبارها الشقيقة الكبرى، وقلب العالم الإسلامي، وهذه المكانة تحتم عليها أن تكون علاقاتها جيدة مع الجميع، وليس مع السعودية وفقط"، يختم الهلباوي حديثه.