يبدو أن هذا النوع من المحاكم هو مصلحة لجميع الأطراف، وخاصة إيران وأمريكا وإسرائيل وروسيا، فهي لا توسّع اتهاماتها ولا تربطها بالسياسة ولا تدين منظمات وأنظمة وحكومات
لم تكن منظومة الأسد في تاريخها نظام حكم طبيعي تكمن مشكلته في الاستبداد أو حتى الفساد، رغم بشاعة هاتين الصفتين، بل كانت على الدوام عصابة حكمت السوريين بهذا المنطق وبأسلوب مافيوي
لن تفلح أمريكا، ولا العالم كله في تغيير سلوك نظام الأسد، لأن هذا السلوك هو محرك النظام وضامن بقائه، وبدونه لا يستطيع العيش ليوم واحد. أما العقوبات، فتلك مسألة مفيدة وداعمة لحكمه، إذ تؤكد نظريته أنه مستهدف من قوى خارجية تريد خفض منسوب مقاومته وممانعته.
ربما هناك من يتأمر على روسيا لإغراقها في مستنقعات موحلة تستنزف فائض ثرواتها، وتشذّب جنون طموحات نخبها، لكن روسيا بدورها تقدم خدمات مجانية للمتآمرين عليها عبر تصديق مزاعمها بأنها قوّة عظمى يحق لها ما يحق للاعبين الكبار
يطل علينا حسن نصر الله محاولا تزوير التاريخ القريب جدا، التاريخ الذي لا زالت علاماته على أجساد وأرواح السوريين والفلسطينين السوريين، يضع فلسطين على لسانه ويحوّلها سوطا لإسكاتنا.
بوتين أسس لرواية يصعب أن يعترض عليها أحد في الداخل السوري، بمن فيهم أنصار الأسد، وهي أن الدولة السورية ستكون بخطر في حال استمر الأسد بإدارة السياسات في بلاده بذات العقلية. وبما أن الأسد لا يملك غير هذه الأساليب ولا يجيد العمل بغيرها، فإن بوتين سيوصله إلى الحفرة التي صمّمها له بعناية فائقة
القول بأن من تداعيات أزمة كورونا سيكون اهتزاز شرعية هذه النظم؛ هو قول مغلوط إلى حد بعيد، ذلك أن عاقلاً في عالمنا العربي لم يذهب يوماً إلى حد الاقتناع أن هذه الانظمة تملك ولو مقدار وزن ريشة من الشرعية، فكيف ستتأثر شرعية لم تكن موجودة في يوم ما؟
حاولت غالبية الأنظمة العربية إثبات أنها أنظمة مختلفة وذات خصوصية مميزة على المستوى العالمي، عبر إنكار حصول أي إصابات بفيروس كورونا بين الشعوب التي يحكمونها، لعل ذلك يسجل في سجل ما تزعمه من إنجازات "تنموية وعسكرية وسياسية".