العراق المُمزّق سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً لا يمكن أن يستمرّ دون علاجات حقيقيّة وجذريّة ناجعة، وعليه يجب أن يكون هنالك تكاتف ثقافيّ لتوعيّة المواطنين بعمق وخطورة المؤامرة التي تحاك ضدّ البلاد!
واقع حال العراق مرير، ولكن ورغم كلّ المآسي والآلام، ستنهض بغداد من جديد، وستعود النابضة بالحياة والعلم والمعرفة والتعايش والسلام والجمال، وستثبت الأيّام أنّ الساعين لخرابها قد خابوا وخسروا، لأنّها مدينة تأبى السقوط، أو الهزيمة!
برزت في العراق العديد من الأيادي المليئة بالخير والشرّ، والسلام والإرهاب، والنور والظلام، والسعادة والتعاسة، ولكنّنا يمكن أن نشير إلى نوعين من الأيادي، على اعتبار أنّ البقيّة منضوية تحت أحدهما
مجلس النوّاب جزء من المشكلة المركّبة في العراق لأنّه لم يقم بدوره الرقابيّ على الحكومة وأذرعها العسكريّة والأمنيّة، ومن هنا تأتي خطورة، وربّما مصداقيّة، ما نسمعه من استمرار الصفقات السياسيّة في أروقة المجلس!
منْ يعتقد أنّ الهروب نحو الإقليم هو الحلّ، أو أنّ مُشاركة السنّة الهامشيّة في العمليّة السياسيّة نفّذت على الأقلّ بعض أحلامهم، نتمنّى عليه أن يَذكر لنا بعض تلك المنجزات، ربّما نحن، كمواطنين، في غفلة عنها، أو لم نطّلع عليها!
لقد وصلت مرارة الألم الذي يعتصر نفوس العراقيّين وعقولهم لمراحل لا يُمكن تحملها، أو السكوت عليها ولهذا هَربت "الدولة" من الواقع البائس، وحاولت الاستعانة بالعديد من المؤسّسات الدينيّة والإعلاميّة والثقافيّة والفكريّة لحصر الفكر الجماهيريّ المُتألم في زاوية الاستسلام والتخدير!
الإشكاليّة الكبيرة الجديدة برزت عقب وصول رسالة الأمريكيّين لساسة العراق التي حملها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد زيارته لواشنطن قبل شهر تقريباً، لكنّ تداعيات تلك الرسالة بقيت خلف الأبواب المغلقة
الظروف غير الطبيعيّة الحاليّة في العراق جعلت الأمّيّة في هذا البلد متنوّعة، ومنها الأمّيّة الأبجديّة، والسياسيّة، والعلميّة والثقافيّة والمجتمعيّة، وهذه كلّها بحاجة إلى دراسات مفصّلة لتسليط الضوء عليها
حينما يكون العراق هو الدولة المُقْتَرِحة للمشروع فهذا يجبرنا على وضع عشرات علامات الاستفهام والتعجّب، ذلك لأنّ حكومة الكاظمي لم تُثبت حتّى الآن قدرتها على بسط هيبة الدولة والقانون