صحافة دولية

أويل برايس: ما سر إعلان ابن سلمان المتكرر عن اكتتاب أرامكو؟

أويل برايس: ابن سلمان بحاجة إلى اكتتاب أرامكو لمواجهة المعارضة والحفاظ على موقعه- جيتي

نشر موقع "أويل برايس" مقالا للمعلق سيريل ويدرشوفين، يقول فيه إن قصة اكتتاب شركة أرامكو في السوق المالية تبدو كأنها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، التي تقوم فيها أميرة شهيرة اسمها شهرزاد بحكاية قصص للسلطان شهريار لتحمي نفسها منه. 

 

ويقول ويدرشوفين: "يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتحدث مرارا عن اكتتاب أرامكو لقمع أي معارضة داخل المملكة، فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام أظهرت المؤسسات المالية العالمية شهية للحصول على حصة من أرامكو، التي تعد أكبر شركة نفط في العالم والأكثر ربحا". 

 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "المستثمرين والمصرفيين الغربيين والآسيويين والروس يحاولون الحصول على جزء من هذه الخطة، التي أجلت أكثر من مرة، أو تم تغييرها، أو كان هناك سوء حسابات من الطرف السعودي، وفي كل مرة يحين فيها موعد الاكتتاب فإن ابن سلمان يوقظ الأصوات من خلال التراجع عن الخطة". 

 

ويلفت ويدرشوفين إلى أنه "تم الإعلان في الأسابيع القليلة الماضية عن مواعيد جديدة، حيث باتت المملكة تهدف الآن للقيام بهذا الأمر في عام 2020/2021، إن الشكوك حول عملية اكتتاب الشركة في السوق المالية كبيرة، حتى عندما أعلنت السعودية عن الخطة، ولأنها جزء من صفقة بـ100 مليار دولار أمريكي فهي مقترح جذاب للبنوك كلها". 

 

ويفيد الكاتب بأن "هناك قائمة طويلة من الأغنياء والمشاهير في العالم المالي، مثل (غولدمان ساكس) و(سيتي غروب) و(إيفركور) و(مويلز أند كو) و(أتش أس بي سي) و(جي بي مورغان جيس) و(مورغان أند ستانلي)، تريد أن يكون لها دور، إلا أن التفاؤل الذي رافق إعلانها في الفترة ما بين 2016- 2017 قد تبدد، وتتم مقابلة خطة الاكتتاب بنوع من التشكيك، بل حتى بخيبة الأمل، وهناك تقارير عن مغادرة البنوك والمستشارين بسبب الرواتب المنخفضة المقدمة، أما البقية فقد تبنوا نهجا فاعلا يقوم على الانتظار ورؤية ما سيحدث". 

 

ويجد ويدرشوفين أنه "بناء على التأجيل في معظم مشاريع رؤية 2030، أو سوء الإدارة فيها، فلم تعد هناك جاذبية لخطة اكتتاب أرامكو، التي عادة ما يتم تلقي الأخبار عنها بنوع من الشكوك، وهناك سؤال برز في نهاية عام 2018، فيما إن كانت السعودية بحاجة فعلا لوضع أسهم من الشركة في السوق المالية، فما بدا من الاهتمام الدولي الواسع عندما قامت أرامكو بإصدار سندات دولية، أن المملكة ليست بحاجة لأن تفتح خزينتها للحصول على التمويل، بالإضافة إلى أن أسعار النفط المرتفعة والاقتصاد القومي والدمج في مؤشرات الأسواق الصاعدة المتعددة والاستثمار القوي من الشركاء الآسيويين والروس جعلت من فكرة اكتتاب أرامكو أمرا غير ضروري". 

 

وينوه الكاتب إلى أنه "في الوقت ذاته هناك تقارير عن معارضة داخل الحلقة المقربة من محمد بن سلمان للاكتتاب والمشاريع الضخمة الأخرى، وفي داخل الديوان الملكي ووزارة الطاقة (مكتب خالد الفالح) ووزارة الاقتصاد هناك معارضة قوية لمتابعة الخطط الحالية، وفي ضوء الوضع المالي للمملكة والعلاقات الإقليمية والآسيوية ومع روسيا فإنه لا حاجة لمواصلة عملية الاكتتاب". 

 

ويبين ويدرشوفين أنه "مع أنه يمكن النظر إلى هذه العوامل في تقييم مواقف المملكة من خطة الاكتتاب، إلا أن العامل الأهم هو محمد بن سلمان، الذي بات في وضع قوي، فقد استطاع دمج معظم أفكاره وفكرة الرجل القوي في معظم مواقع المملكة الحيوية، فالملك القادم لديه دعم وزارة الطاقة والاقتصاد والقوات المسلحة، وطالما حقق ابن سلمان نجاحات أكثر من الإخفاقات فلن تكون له معارضة، ويمكن أن يتغير هذا الأمر".

 

ويفيد الكاتب بأن "هناك تحديات في الأفق، منها أن خطة 2030 لا تسير بحسب المتوقع، فالمشاريع الكبرى لم تنجز بعد، وكذلك هناك بطء في عملية التحرر، ورغم أن هذه الأمور يمكن التحكم فيها، إلا أن لحظة ابن سلمان مرتبطة بخطة اكتتاب أرامكو، التي لن تحدث أو مجمدة، ومن هنا فالأمير الذهبي أصبح أميرا فضيا، وهو ما يؤثر على وضعه وشعبيته، خاصة داخل العائلة الحاكمة".  

 

ويذهب ويدرشوفين إلى القول إنه "لو تم اكتتاب أرامكو فإنه سيتغلب على هذه التحديات وغيرها بجرة قلم، فحرب محمد بن سلمان في اليمن تبدو وكأنها مستنقع، خاصة بعد سحب الإمارات قواتها من هناك، وحرب اليمن ليست جيدة لمستقبله، ودفع محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي إلى فرض العقوبات الأمريكية على إيران، ولو تحولت هذه مواجهة إلى حرب شاملة فسيجد ابن سلمان نفسه في مواجهة تداعياتها، بالإضافة إلى أن الحديث المتكرر عن اكتتاب أرامكو سيزيل الضغط عليه من الأطراف والأقلام التي تطالب بمحاكمته لدوره في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "مثل شهرزاد التي حولت القصص إلى قصة حب مع شهريار، فإن ابن سلمان بحاجة إلى اكتتاب أرامكو لمواجهة المعارضة والحفاظ على موقعه".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)