سياسة عربية

العراق.. "الحشد" يتوعد بحصار كل معسكرات القوات الأمريكية

عنصر من الحشد الشعبي أثناء اقتحام عشرات المحتجين حرم السفارة الأمريكية بغداد وإضرام النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة- جيتي

توعد "أبو آلاء الولائي"، الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء"، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، الثلاثاء، بحصار كل معسكرات القوات الأمريكية في العراق قريبًا.


واقتحم عشرات المحتجين، في وقت سابق الثلاثاء، حرم السفارة الأمريكية وسط العاصمة بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات "مكافحة الشغب" من إبعادهم إلى محيط السفارة.

 

اقرأ أيضا: اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد والمصابون بالعشرات (شاهد)

ويأتي هذا التطور ردًا على غارات جوية أمريكية استهدفت، الأحد، مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار غربي العراق، ما أسقط 28 قتيلًا و48 جريحًا بين مسلحي الكتائب.


وقال "أبو آلاء الولائي"، في بيان له: "حين يحاصر الحشد الشعبي سفارة الشر (يقصد السفارة الأمريكية) في بغداد هذا اليوم، فهو قريبًا سيحاصر معسكرات ومقرات القوات الأمريكية الممتدة على الأرض العراقية".


وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.


وأضاف أن "الخط الممتد من حصار سفارة أمريكا في طهران عام 1979 إلى حصار سفارتها في بغداد اليوم عام 2019 يختصر التاريخ كله، ليقول: (ولينصرن الله من ينصره)".


فيما قال تحالف القوى العراقية (تحالف برلماني سُني)، في بيان، إنه "يؤكد رفضه محاولات الاعتداء واقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، وعلى الحكومة ضرورة الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية".

 

اقرأ أيضا: 28 قتيلا بقصف أمريكا "كتائب حزب الله" بالعراق وسوريا (صور)

وشدد على أن "هذه التصرفات لا تمثل توجهات العراق الرسمية أو الشعبية، كما لا يمكن السماح لأي جهة (يقصد إيران) بأن تفرض سيطرتها أو إرادتها على بلد مثل العراق، أو أن تجازف بدوره ومكانته بهذه الطريقة".


وتابع التحالف: "كما نعد هذا الأمر تطورًا خطيرًا يسيء للعراق ومكانته، ويعرضه لعزلة دولية تؤثر على حاضره ومستقبله".


وقبل اشتعال الاضطرابات أمام السفارة الأمريكية، التي يشارك فيها مسلحون من "الحشد الشعبي" ومدنيون، تم إجلاء موظفيها، بمن فيهم السفير ماثيو تولر، والإبقاء على جنود أمريكيين يقومون بأعمال الحراسة. 


ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية في العراق، وهو ما تنفيه طهران.


ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.


متظاهرو ساحة التحرير "يتبرأون"

 

تبرأ المتظاهرون المناوئون للحكومة في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء، من الأحداث التي تجري أمام السفارة الأمريكية.

وقال المتظاهرون في بيان إن "الاحتجاجات في ساحة التحرير والمنطقة المحيطة لا علاقة لها" بما يجري أمام السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وسط بغداد.


وتابع البيان بالقول، "المتظاهرون يعلنون براءتهم من الأعمال التي تحدث هناك (أمام السفارة)". مشيرا إلى أن المظاهرات المستمرة بعموم العراق منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي رغم محاولات القمع "ستبقى سلمية حتى النصر".

من جانبه، قال صالح محمد العراقي، السياسي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إن الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية يراد بها "إجهاض الاحتجاجات المنادية بالإصلاح".

وحث العراقي في تغريدة على "تويتر"، المتظاهرين على "الثبات والاستمرار على سلميتهم وعدم الاحتكاك بهم. ولا تحزنوا ولا تهنوا وإن رأيتم المنطقة الخضراء مفتوحة أمامهم (مناصري الحشد الشعبي) ومغلقة بوجوهكم".

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد الحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.