ملفات وتقارير

هذه مواقف الأحزاب بالعراق قبيل جلسة الثقة بالبرلمان

هل تمر حكومة علاوي في البرلمان؟ - جيتي

لا تزال عملية الشد والجذب هي السمة البارزة في مواقف الكتل السياسية العراقية من رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، فبعد توصل الأخير إلى تفاهمات مع الأكراد والسنة مقابل تنازلات جزئية الجمعة الماضي، عادت الأوضاع إلى ما كانت عليه من رفض لتمرير الحكومة، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"عربي21".

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن "معظم الكتل السياسية السنية وعلى رأسها اتحاد القوى (أكبر ممثل للسنة بالبرلمان) بزعامة محمد الحلبوسي، حسموا أمرهم بشكل نهائي في رفض حكومة الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي".

"غياب الضمانات"

وأوضحت أن "علاوي لم يمنح ضمانات للسنة بخصوص العرض الذي قدمه لهم الجمعة، ومفاده أن يدفع السنة بمرشحين مستقلين لنصف الوزارات المخصصة للسنة وهي 7 وزارات مع مناصب أخرى وهو يختار منهم".

ولفتت المصادر إلى أن "السنة ما زالوا مصرين على رفض حكومة علاوي في جلسة البرلمان الاستثنائية يوم الأحد"، مؤكدة أن "موقف علاوي قدم العرض ذاته للكتل الكردية، وتحديدا الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأيضا تلقى رفضا منهم بعدما أبدوا موافقة ضمنية يوم الجمعة".

 

اقرأ أيضا: "تنازلات جزئية".. هل تنال حكومة علاوي ثقة برلمان العراق الأحد؟

وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب الكردي بالبرلمان عن "الجماعة الإسلامية" أحمد الحاج رشيد، إن الحديث عن تقديم علاوي تنازلات بالفعل تسرب لنا، وإن الكتل السنية لا تزال على موقفها الرافض لحكومة علاوي، لأنها تريد ترشيح شخصيات تمثلها في الكابينة الوزارية".

وأشار إلى أن "الكتل السنية سمعت منهم أنهم يريدون من رئيس الحكومة المكلف محمد توفيق أن يتبع السبل القانونية والدستورية في اختيار كابينته الوزارية"، مشيرا إلى أن "موقف الكتل السياسية الشيعية الرافضة لحكومة علاوي لا يزال غير معلوم بالنسبة لنا".

وكتب النائب أحمد الجبوري عن محافظة نينوى، على حسابه في "تويتر" قائلا: "جلسة منح الثقة لحكومة علاوي يوم الأحد، لن تختلف عن جلسة الخميس الماضي، وحتى لو تحقق النصاب فإن حكومته لن تمر، والله أعلم"، مطالبا رئيس الحكومة بتقديم استقالته بالقول: "الاعتذار طيب".

 

 


"تشظ شيعي"

وفي المقابل، نشر النائب حسن فدعم عن كتلة "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، الذي كان مؤيدا لحكومة علاوي، تغريدة على "تويتر" اتهم فيها الأخير بالخيانة ونقض العهود بعد تقديم التنازلات لغرض تمرير حكومته.

وقال النائب في تغريدته: "(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) ورد إلى مسامعنا أن رئيس الوزراء المكلف قدّم تنازلات للبعض لغرض تمرير وزارته واختار وزراء من جهات سياسية، ونحن نعتبر هذا التصرف خيانة للعهد وخيانة لدماء الشهداء والشعب. نحن مع حكومة مستقلة ولن نصوت لغيرها".

 

 

 


لكن النائب جاسم البخاتي عن كتلة "الحكمة" البرلمانية ذاتها، قال في حديث لـ"عربي21" إنهم ما زالوا داعمين لتمرير حكومة علاوي في الجلسة الاستثنائية يوم الأحد، وإن الكتل السياسية السنية والكردية لا تزال رافضة.

وقال البخاتي إن "علاوي حاول كسب رضا السنة والأكراد بعرضه الذي قدمه لهم، لكنهم رافضون حتى الآن لآلية رئيس الوزراء المكلف في اختيار الوزراء، رغم تمديد مهلة عقد الجلسة لمدة 48 ساعة منذ يوم الخميس".

وأكد النائب عن كتلة الحكمة "تشظي البيت السياسي الشيعي في موقفه من حكومة رئيس الوزراء المكلف"، مؤكدا أن "ائتلاف دولة القانون رافض لعلاوي، وكتلة عصائب أهل الحق أيضا موقفها غير معروف، أما (سائرون) المدعومة من مقتدى الصدر، والحكمة، وتحالف النصر بزعامة حيدر العبادي، فكلها مع تمرير الحكومة الأحد".

وكانت البرلمانية هدى الجار الله عن كتلة "المحور" بزعامة السياسي خميس الخنجر، قالت إن "المباحثات بين الكتل الكردية وعلاوي، تفيد بتقديم الأخير الحق للأكراد بترشيح شخصيات لشغل حقائب وزارية خصصت للمكون الكردي على أن يقدموا له مستقلين، وهو يختار منها". وأضافت لـ"عربي21" السبت، أن "الأكراد أبدوا موافقة أولية على عرض علاوي".

وفشل علاوي الخميس الماضي، في تمرير حكومته في الجلسة الاستثنائية للبرلمان بسبب فشل إكمال النصاب، وسط مقاطعة واسعة من النواب لم تقتصر على السنة والأكراد فقط، وإنما شملت كتلا سياسية شيعية.