صحافة دولية

صحيفة إيطالية: إليك 5 نصائح لمجابهة سلبيات العمل عن بعد

بينت الصحيفة أن الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي يجدون صعوبة فائقة في تنظيم الوقت أثناء العمل- أرشيفية

نشرت صحيفة "كيدونا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه، عن كيفية تفادي عواقب "العمل الذكي المنفرد"، خلال فترة الحجر الصحي، المفروضة سعيا لمكافحة وباء فيروس "كورونا" المستجد.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إنّ "البقاء في الحجر الصحي، قد اعتمد على العمل عن بعد على نطاق واسع، وعلى الرغم من أن لهذا النموذج من العمل المعاصر سلسلة من المزايا، وتحديدا في احتواء الفيروس التاجي، إلا أن له بعض العثرات".


وأوضحت الصحيفة أنه "قد يخرج الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في بيوتهم وغير المعتادين على العمل عن بعد من هذه الفترة منهارين تماما، ولكي يتجنّبوا العواقب السلبية لفترة العزل، عليهم تحسين أنماط عيشهم من خلال تغيير روتينهم الممل".


ما التغييرات التي يحدثها العمل عن بعد خلال الحجر الصحي على حياتنا؟


وذكرت الصحيفة أنه "عندما تجبر الظروف شخصا معتادا على العمل في مكتبه على نقل عمله إلى منزله، سيعتقد، في البداية، أنّ روتين عمله لن يتغير على الإطلاق إذ يمكنه في المنزل، كما في المكتب تماما، تنظيم عمله دون بذل الكثير من الجهد، فالأمر لن يستحقّ سوى فنجان قهوة وهاتف وكمبيوتر".


وتابعت: "سيعتقد أنّه إذا ما حدثت تغييرات فستكون نحو الأفضل، إذ ستمنحك المزيد من ساعات النوم، وتخلّصك من مشاكل التنقّل والتعثّر في زحام حركة المرور، وخاصّة التخلّص من الاحتكاك بالرؤساء والزملاء الذين لا يطاقون، وبالتالي تمكنك من الحفاظ على مزاج جيّد طيلة اليوم، والتفكير في هذه الأشياء يبدو رائعا في بادئ الأمر، لكن عمليّا ماذا سيحصل فيما بعد؟".

 

اقرأ أيضا: "كورونا" يفرض الحجر المنزلي على أكثر من مليار شخص بالعالم


ورأت الصحيفة أنه "يمكن أن يصعب على الأشخاص الذين يعيشون منفردين في منازلهم، إعادة تنظيم جداول أوقاتهم وأداء العمل باستقلالية كاملة، وستكون العواقب وخيمة في حال فشلوا في التعامل مع هذا الوضع الاستثنائي"، موضحة أنه "أولا سيزداد المزاج سوءا يوما بعد يوم، ثم ستنخفض الإنتاجية بشكل كبير، وأخيرا، سيتدنّى مستوى الطاقة العقلية والبدنية".


وأضافت الصحيفة أن العيش الفردي في الحجر الصحّي يمكن أن يسبّب للمرء عدّة مشاكل لا يحمد عقباها، ولهذا السبب، يجب وضع قواعد ملائمة للظرف الحالي، مع الحفاظ على الالتزامات والجداول الزمنية السابقة.


1. التغذية الصحية


أكّدت الصحيفة على أهمية تذكّر تناول الطعام بانتظام أثناء الانشغال في العمل عن بعد، دون تخطي الوجبات، كما يجب على الأشخاص الذين قرروا إتباع نظام غذائي مُراقب التخلّي على عادات الأكل السيئة، لأنه في نهاية الحجر الصحي سيجدون أنفسهم قد اكتسبوا الكثير من الوزن الزائد، وذلك بسبب عدم تناول الأطعمة اللازمة لأداء الدماغ السليم مثال الأطعمة السكرية.


وبما أن الدماغ هو السلاح الأساسي لأداء العمل عن بعد، فمن الضروري تناول القهوة أو البسكويت أو العسل أو المربى على الإفطار، ويعتبر "الطهي المجمّع" المنقذ الحقيقي في هذه الأوقات فهو يساعد على تناول طعام صحي، ويضمن عدم تخطي الوجبات وتوفير وقت التحضير.


2. تنظيم الوقت


بينت الصحيفة أن الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي يجدون صعوبة فائقة في تنظيم الوقت أثناء العمل، بسبب تعوّدهم على الفصل المكاني بين مكان العمل، وهو المكتب ومكان الاسترخاء وهو المنزل، ولذلك يؤدي الانتقال من مكان إلى آخر إلى تنشيط آلية ذهنية، تجعل الدماغ "يتوقف" عند العودة إلى المنزل، لتكريس النفس للقيام بأنشطة أخرى غير العمل، وينتهي الأمر بالمرء بعدم القدرة على تطبيق "الانتقال" بين الحياة العملية والحياة الشخصية.

 

اقرأ أيضا: وفاة لواء مصري بكورونا.. ودول عربية تستنفر لكبح تفشي المرض


للهروب من خطر الانغماس في العمل عن بعد منذ الصباح حتى وقت متأخر من الليل، يجب على العامل عن بعد تنظيم جدول أوقاته، مع محاولة الاحتفاظ بأوقات العمل السابقة، للموازنة بين وقت العمل ووقت الحياة الشخصية نفسها، وتنفيذ أنشطة رمزية "انتقالية" مثل إغلاق الكمبيوتر، واحتساء القهوة على شرفة النافذة، وتخصيص نصف ساعة أو ساعة للشبكات الاجتماعية، لتمثيل الانتقال الذهني بين لحظة العمل ولحظة الاسترخاء.


3. معضلة الاتصال والانفصال


أفادت الصحيفة بأنّ الاتصالات الاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون منفردين تكون فقط خارج المنزل، وفي ظلّ هذه الظروف يلجأ هؤلاء الأشخاص للتواصل الاجتماعي من خلال وسائل أخرى، مثل الدردشات ومكالمات الفيديو والمكالمات الهاتفية والشبكات الاجتماعية، ولكن من الضروري تنشيط استراتيجيات الانفصال أو العزلة والتي تتمثّل في تذكير أصدقائهم بأنهم يعملون، لتجنّب أن تقاطع الرسائل والمكالمات المستمرّة عملهم، ما سيجعل يوم العمل عن بعد مرهقًا وسيؤثّر على الإنتاجية.


4. تخصيص الوقت للذات


أوردت الصحيفة أن الكثير من الأشخاص يركزون على ممارسة أنشطتهم الترفيهية وهواياتهم خارج المنزل، وفي ظلّ إغلاق القاعات الرياضية ومدارس الرقص، والحدائق العامة والشواطئ، من المهم تكريس وقت للاعتناء بالذات من خلال ممارسة أنشطة منزلية مثل الفن، والقراءة، والتأمل وغيرها، ومن المهم جدّا عدم الشعور بالملل خارج وقت العمل، لأنّ استمرار هذا الشعور يمكن أن يؤدي بسرعة إلى الاكتئاب.


ولمكافحة هذا الشعور يتوجّب أيضا على الخاضعين للحجر الصحي الاستحمام يوميا، والحفاظ على بيئة نظيفة ومرتبة من حولهم، وإعادة تنظيم ديكور المنزل وتحويله إلى فضاء أجمل للاسترخاء، والشعور براحة البال التي ستمنحهم القوة لمواصلة العمل وتحسين الإنتاجية.


5. التواصل السليم


ذكرت الصحيفة أنّ التواصل أثناء الحجر الصحي يصبح أكثر صعوبة من المعتاد، على الرغم من أنه ليس مستحيلا على الإطلاق، ويعتمد العمل عن بعد على إمكانية توصيل المعلومات والبيانات على مسافة طويلة وبأقصى فعالية، بينما تسمح الشبكات الاجتماعية والتطبيقات المختلفة للاتصال عبر الدردشة للخاضعين للحجر بالبقاء على اتصال دائم مع أحبابهم، ولكن من الضروري التركيز فقط على التواصل السليم الذي لا يسبب الإجهاد ويؤثّر على القدرة على العمل.

 

اقرأ أيضا: القطاع الصحي في إسبانيا يئن تحت وطأة انتشار كورونا (شاهد)


ولتجنب إغراءات المشاركة في المناقشات الاجتماعية، يجب الاكتفاء بمكالمات الفيديو الجماعية مع الأصدقاء القدامى ودردشات الفيديو مع الأم أو الأب، للسؤال عن الأحول دون التمادي في الدردشة لوقت طويل.


الاستنتاجات


يتمثّل الهدف الأساسي للعمل عن بعد أثناء الحجر الصحي في إيجاد التوازن الصحيح بين الاستجابة للاحتياجات الجسدية والعاطفية، وبين التعامل مع احتياجات العمل والاحتياجات الاجتماعية الجديدة، ويعد التركيز على الهدوء أحد أهم الأسلحة للتغلب على سلبيات الحجر الصحي.

 

ويمكنك الاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا من هنا