ملفات وتقارير

إجراءات كورونا تدفع لسلسلة احتجاجات وتحركات عمالية بتونس

يرى المحلل السياسي أبو لبابة سالم أن اندلاع الاحتجاجات كان متوقعا بعد جائحة كورونا بسبب طول فترة الحجر الشامل- عربي21

شهدت محافظات ومدن تونسية عدة، الخميس، سلسلة من الاحتجاجات المختلفة لقطاعات عديدة، كالعاملين بقطاع الصحة العمومية، والمتعطلين عن العمل، والمعلمين بالانتداب، واحتجاج أصحاب سيارات الأجرة وغيرها من القطاعات.


وباستثناء قطاع الصحة، فإن بقية الاحتجاجات تأتي على خلفية تضرر أصحابها من إجراءات الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، وما نجم عنها من توقف العمل منذ أشهر.

 

وفي هذا الصدد، قال الكاتب العام "للجامعة العامة للصحة"، عثمان الجلولي لـ"عربي 21"، إن عمال قطاع الصحة العمومية، ينفذون اليوم وقفات احتجاجية في كافة المؤسسات الصحية بالبلاد للمطالبة بعدد من الاستحقاقات المهنية، على رأسها قانون أساسي خاص بقطاع الصحة، وإرساء مجموعة من الإصلاحات القطاعية.


واستنكر الجلولي ما اعتبره "إنكار الحكومة للمجهودات التي يقوم بها أعوان الصحة في المستشفيات العمومية خلال أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد وعدم الاعتراف بما قدموه من تضحيات".

 

اقرأ أيضا : وزير النقل التونسي: أولويتنا الخروج من كورونا بأقل الأضرار


وفي ساحة القصبة مقر قصر الحكومة، احتج أعوان الديوانة، الذين تمت إحالتهم على التقاعد الوجوبي، وقال العميد السابق بالديوانة وجيه السعيدي لـ"عربي21"، إن الوقفة خاصة لمن تمت إحالتهم ظلما على التقاعد، فالقرار لم يصلنا كتابيا وبنسخة أصلية، وما يروج من أن القرار كان نتيجة ملفات فساد فالأجدر أن تتم الإحالة على القضاء ونحن نثق في نزاهته".

 

كما احتج بنفس الساحة أصحاب مدارس تعليم قيادة السيارات، بعد التضرر الكبير الذي أصاب قطاعهم بسب إجراءات كورونا، حيث طالبوا بتمكينهم من الحصول على قروض نظرا للظروف الصعبة بعد التوقف عن العمل الذي استمر لأكثر من شهرين.


وأمام مقر البرلمان بساحة باردو، تجمع عاطلون عن العمل، وأصحاب سيارات الأجرة "اللواج" الذين طالبوا باستئناف العمل والمنح الاجتماعية.

 

في محافظة تطاوين جنوب تونس، أغلق عدد من الشباب المحتج الطريق الرئيسية، مطالبين بتفعيل اتفاق "الكامور" بجميع بنوده والذي ينص على 1500 انتداب بالشركات البترولية و500 موطن شغل بالبستنة، ورصد 80 مليون دينار للتنمية والاستثمار.


وفي الشمال الغربي للبلاد، نفذت "التنسيقية الوطنية الانتداب حقي"، فرع محافظة جندوبة، وقفة احتجاجية للمتعطلين عن العمل، حيث طالبوا الحكومة بتوفير وظائف، وتسهيل إجراءات الحصول على قروض لتمويل الراغبين بالمشاريع الخاصة، والذين أعاقتهم جملة من الإجراءات الإدارية للحصول على قروض بنكية.


وفي سياق التحرك الوطني الذي دعت إليه تنسيقية "الانتداب حقي" نفذ عدد من المتعطلين بمحافظة باجة شمال غرب البلاد، تحركا احتجاجيا للمطالبة بالتشغيل الفوري دون شروط، لمن تجاوزت بطالتهم 10 سنوات.


احتجاجات منتظرة 
من جهته يرى المحلل السياسي أبو لبابة سالم، أن اندلاع الاحتجاجات كان متوقعا بعد جائحة كورونا بسبب طول فترة الحجر الشامل الذي تضرر منه العاملون في القطاع الخاص، وكذلك ضحايا التشغيل الهش.


وأفاد سالم لـ"عربي21" بوجود بطالة مرتفعة واقتصاد ضعيف، فالدولة غير قادرة على الاستجابة لكل التحديات بعد نجاحها في السيطرة على فيروس "كورونا"، وفي التاريخ فالأوبئة تتلوها دائما ثورات اجتماعية.