صحافة دولية

FP: مستشارة ترامب الروحية تؤمن بالحرب الروحية ضد الشياطين

أنصار الرئيس يحاولون تصويره بأنه المخلص، وهو رجل مليء بالعيوب- جيتي

تقول إميلي برامفيلد- هيسن، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد لا يعرف كيف يحمل الإنجيل ولكن هذا لم يمنع الإنجيليين من دعمه.

 

وتحت عنوان "ملايين الأمريكيين يعتقدون حرفيا أن ترامب يقاتل الأشرار" نشرت مجله "فورين بوليسي"، تقريرا ترجمته "عربي21"، أشارت فيه إلى أن أنصار الرئيس يحاولون تصويره بأنه المخلص، وهو رجل مليء بالعيوب، لكنه آمن بمعتقداتهم في الوقت الذي رشح فيه نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2016.

 

وأشار التقرير إلى أن ترامب، وقبل ذلك، تباهى بمغامراته الجنسية وخياناته لزوجته وزعم أنه رجل بلا آثام كي يحتاج للغفران، وبالفعل فقد تم تجاوز كل هذه الأعمال لأنه أصبح في عام 2016 مؤمنا جديدا بمعتقدات الإنجيليين. 


ويقول التقرير إنه كان لترامب مستشارة روحية خاصة منذ عام 2002، وهي من الرموز الدينية التلفازية والتي كانت مثيرة للجدل حتى وسط الجماعات الإنجيلية، واسمها باولا وايت، وهي أحد مبشرين ينتمون للمسيحية الكارزماتية ويعبرون عن تيار جديد وأفكارها وأفكارهم مخيفة. 

 

وفي كانون الثاني/يناير، أثارت انتباه الرأي العام عندما استحضرت اسم السيد المسيح وطالبت قائلة "يجب إجهاض كل الحمل الشيطاني"، ولكنها صححت نفسها لاحقا عندما قالت إن الدعوة هي مجازية.

 

ولكنها عندما تكلمت قبل سنوات عن آلهة وسحرة مخفيين يتجمعون ضد ترامب، كانت تعني ما تقول.

 

وعليه فرؤية وايت عن "الحروب الروحية" ليس مجرد كلام، فمثل بقية المبشرين في أمريكا وحول العالم فهي تؤمن برؤية قيامية خارقة تقف وراء السياسة والمال وأحيانا العنف.

 

وتمثل "المسيحية الكارزماتية" التي تنتمي إليها وايت، مزيجا من المعتقدات الخمسينية وبقية الطوائف المسيحية.

 

وتؤكد هذه على أهمية الروح القدس والمواهب ومعجزات الزمن الحديث. وهي بهذه المثابة تقليد إيجابي يؤكد على تعزيز الروح ويروج لفكرة الغور بالنفس ويرحب بمن ترفضهم الكنائس الرسمية.

 

وعادة ما تتسم الممارسات الدينية بمزيج من الخطب الدينية والموسيقى والشعائر الروحية بهدف إذكاء الحماس وتخفيف التوتر النفسي.

 

وفي جانبها السيئ فالمسيحية الكارزماتية تعبر عن رؤية باعة مهتمين بأنفسهم وأنبياء نصبوا أنفسهم للحكم على الناس مع تعصب شديد. 

 

ويقول التقرير إن الممارسات المتعلقة بالشفاء الديني قد تكون جيدة وتدعم التقاليد الطبية العادية لكنها عندما تؤخذ بنفسها تصبح خطيرة.

 

وبعيدا عن طرق تزكية النفس والحديث باللسان فالحركة تكون في أخطر حالاتها عندما تتعامل مع فكرة التعامل مع الأرواح الشريرة والحروب الروحية.

 

وتم أخذ هذه الممارسات من الرسالة إلى أهل أفسس (6:12) والتي تقول "إن معركتنا ليست مع الشحم والدم ولكن ضد الحكام والسلطات وضد قوى هذا العالم المظلم وضد القوى الروحية الشريرة في عوالم السماء".

 

وفي النسخة المسيحية الكارزماتية فالعدو حقيقي وكذا وكلاءه الأشرار الأبديين لديهم قوى خارقة.

 

ومن يزعم من الأشخاص قدرة على فهم الأرواح يستخدم القوة التي لديه من أجل التعبير عن مظلوميته أو الحديث صراحة عن تعصبه.

 

ويقولون إن الناس الذين لا يحبونهم تسيطر عليهم أرواح نجسة. وعندما يتم الكشف عن الروح الشريرة أو الشيطان يتم لعنه باستخدام اسم السيد المسيح، ويزعمون أن المخلص منحهم سلطة على الروح الشريرة.

 

اقرأ أيضا : BBC: لهذا يحظى ترامب بالدعم الكبير من الإنجيليين 

 

ورغم تعامل الحركة الكاريزماتية مع هذه المفاهيم من خلال رؤية مجازية ويرفضون استخدامها المفرط ضد العدو المفترض إلا أن الكاريزماتيين الجدد يتعاملون معها حرفيا وبطريقة رهابية ويحرفون معانيها من خلال الزعم بأن تعاليم الإنجيل تحمل رسائل سرية.

 

ففي إنجيل لوقا (11:121-122) يتم عادة تفسير "الرجل القوي" الذي يحرس البيت من السرقة بأنه مجاز عن الشيطان.

 

إلا أن هذه المعنى يتم تحويره في دوائر الكارزماتيين الجدد لينم عن طبقة من "الرجال الأقوياء" ترتبط بهم شعائر غامضة.

 

ومن الأهداف المفضلة لوايت المخلوق الغريب "ليفياثان" الذي لا تراه تمساحا عاديا ولا تنينا مصدره معتقدات شرق أوسطية ولكنه أمير شيطان على شكل تنين متعدد الرؤوس ويهاجم الناس الذين يعانون من التعب اليومي.

 

ولكي تخلص الناس منه فهي تعرض علاجا متوفرا لمن يتبرع بـ 74 دولارا، بالإضافة إلى عروض تتراوح ما بين 40- 65 دولارا للحماية من شياطين أقل خطرا.

 

ويمارس عدد من أتباع هذا النهج في المسيحية الجديدة عددا من الشعائر التي يطلقون عليها حروب روحية استراتيجية، وذلك من خلال تسمية شياطين قوية تحكم مناطق جغرافية معينة.

 

ويحاولون التعرف على الساحرات وعدد آخر من الأتباع الذين يعملون كجنرالات وخدم وتدمير كل الشعائر الغامضة التي تنشر التأثير الشيطاني.

 

وفي هذا العالم فالشيطان هو الحاكم وهم وحدهم من يستطيعون التصدي لتهديده. وربما بدت هذه المعتقدات هزلية إلا أن أتباعها يحاولون الحصول على تأثير سياسي كجزء من الحرب السرية التي يقومون بها.

 

ومن هنا فمستشارة ترامب الروحية زعيمة مهمة في هذه المجموعة وتؤمن بنظريات المؤامرة الشيطانية.

 

ففي عام 2016 عندما قرعت "أرواح إزبيل" التي وقفت ضد ترامب، فقد كانت تهاجم في الحقيقة النساء اللاتي هاجمنه.

 

وشنت حربا ضد الأرواح الشيطانية المرتبطة بهن. وتعتقد أن المعارضة ضد ترامب مرتبطة بشياطين جغرافيين.

 

وهي ليست وحدها، فهي وإن لم تدفع ترامب لاعتناق المسيحية التي تؤمن بها إلا أنها حولت عددا من المسيحيين لاعتناق الترامبية ونشرت تأثير المسيحية الكارزماتية في المجال العام.

 

وعادة ما يربط هذا النوع من المعتقدات بعبادة الشيطان والسحر. وكراهية النساء، وهي منتشرة في دوائر المسيحية الكازماتية، حيث تم تحدي وايت لأنها تقوم بقيادة الرجال.

 

ويشير التقرير بهذا الصدد إلى وجود معارضة للجماعات المثلية والتي تعتبر المعركة ضدهم روحية. وقال أحد قادة هذه الجماعة ليستر سامرول إنه يستطيع شم رائحة الشيطان داخل الرجل المثلي ويجب منعهم والحالة هذه من دخول الكنيسة.

 

ورغم وجود عدد من السود البارزين في هذه الحركة بمن فيهم مشرف وايت، إلا أن الادبيات المرتبطة بها مليئة بالسحرة الشريرين الأفارقة والأسيويين.

 

وعادة ما استخدم المبشرون التابعون لهذه الجماعة الصور هذه للمطالبة بمحاكمة المثليين. وفي الماضي تصادمت الحركة مع الجماعات المسيحية الرئيسية مثل الكاثوليك والمورمون إلا أن وايت تبنت في الفترة الأخيرة مدخلا براغماتيا، وقامت هي وغيرها ببناء تحالفات مع الإنجيليين الذين تحاربت معهم. مثل جيري فالويل وفرانكلين غراهام.