صحافة دولية

موقع روسي: هل تخلت "إسرائيل" عن نهج مساعدة حفتر بليبيا؟

وقّعت اليونان وقبرص وإسرائيل اتفاقية لمد خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط "إيست ميد"- جيتي

سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء حول استراتيجية "إسرائيل" المتبعة في ليبيا، ومنهجية الدولة العبرية في دعم خليفة حفتر، أحد طرفي الصراع هناك، وتساءلت بشأن حدوث تغييرات على هذه السياسة الإسرائيلية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الشركاء الأجانب لإسرائيل يشيرون إلى ضرورة انتهاج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سياسة أكثر اعتدالا مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، التي تحظى بدعم غير مشروط من تركيا، الخصم الإقليمي لإسرائيل.

 

وفي وقت سابق، تداولت العديد من التقارير مسألة تلقي حفتر مساعدة ضمنية من إسرائيل، حيث ذكرت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مصادرها الخارجية، أن إسرائيل غيرت سياستها في مسرح العمليات الليبية.


ويبدو أن "إسرائيل" تبنت الآن نهجا أكثر توازنا تجاه حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، وفقا لـ"هآرتس".

 

اقرأ أيضا: ارتفاع ضحايا الألغام بطرابلس.. وحفتر يواصل التحشيد بسرت

ولم تحدد هذه المصادر ما تعنيه السياسة "المتوازنة" في سياق النزاع الليبي، الذي تجاوز مستوى تدخل الأطراف الأجنبية فيه مستوى التدخل في سوريا. 

وذكر الموقع الروسي أن القرارات التي تتعلق بسياسة "إسرائيل" الخارجية تجاه الدول العربية تعد رسميا من مسؤوليات وكالة المخابرات "الموساد"، التي حققت عدة نجاحات في توطيد علاقات مع العواصم العربية.


وقد أشارت صحيفة "هآرتس" إلى التحول في سياسة "إسرائيل" المتبعة في ليبيا في تقرير تحدثت فيه عن تغييرات في قيادة وزارة الاستخبارات والطاقة الذرية المحلية.


وأورد الموقع أن الصحافة الناطقة بالعبرية لا زالت تتداول أخبارا عن الدعم الإسرائيلي للقوات الموالية لحفتر، وقد نوقشت هذه المسألة بشكل أساسي في المنشورات التي تنتقد إسرائيل.


من جانبه، نشر "موقع ميدل إيست آي" بيانات تكشف عن لقاءات جمعت بين موظفين من الموساد وحفتر عدة مرات في مصر، ما بين 2017 و2019.


ووفقا لهذه التقارير، وضعت إسرائيل برنامجا كاملا لتدريب كبار الضباط التابعين للقوات الموالية لحفتر في مصر، وتزويدهم بالمساعدة الاستشارية في مجال التكتيكات، وجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها.

وأوضح الموقع أن هذا التعاون لم يقتصر على تقديم الاستشارات، بل شمل أيضا تزويد القوات الموالية لحفتر بأجهزة بصرية عسكرية وبنادق قنص.


كما تفيد بعض التقارير بوجود ضباط إسرائيليين في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية لحفتر في الفترة الفاصلة بين آب/أغسطس إلى أيلول/ سبتمبر 2019 لتدريب عناصر حفتر غير النظاميين على أساليب حرب الشوارع.

 

وإلى الآن، مازالت بعض المصادر تتداول المعلومات التي تفيد بتزويد الإمارات العربية المتحدة القوات الموالية لحفتر بمعدات عسكرية إسرائيلية الصنع.

 

اقرأ أيضا: MEMO: الإمارات تعمل ضد تركيا.. لكن إلى متى؟

وبين الموقع أن الملف الليبي يخدم العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربي، كما أن ليبيا يمكن أن تصبح ركيزة لسياسة الطاقة الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط.

 

ففي الثاني من كانون الثاني/يناير 2020، وقّعت اليونان وقبرص وإسرائيل اتفاقية لمد خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط "إيست ميد"، الذي لقيت فكرته دعما قويا في الولايات المتحدة، بينما أثار غضب تركيا وروسيا لأنه يتصادم مع مصالحهم.

 

وأورد الموقع أنه من المفترض أن يتيح مشروع "إيست ميد" انطلاق عمليات استغلال حقل لڤياثان الإسرائيلي وأفروديت القبرصي، ونقل موارده عبر جزر قبرص وكريت إلى البر الرئيسي لليونان ومن ثم إلى إيطاليا.

 

ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء خط أنابيب الغاز الذي يقدر طوله بنحو 1900 كيلومتر حوالي سبع سنوات، علما بأن ليبيا عنصر من عناصر الأمن في هذا المشروع. وقد أظهرت اليونان، شريك إسرائيل في هذا المشروع، تعاطفها مع سلطات شرق ليبيا (التابعة لحفتر).

 

وأشار الموقع إلى أن التساهل المزعوم لسياسة إسرائيل تجاه حكومة الوفاق الوطني يأتي بعد إدراكها عدم جدوى شخصية حفتر في تأمين مصالحها في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب عدم الرغبة في الدخول في نزاع مع تركيا، التي أظهرت مؤخرا تمسكها بقرارتها دون تقديم تنازلات للاعبين الإقليميين ودون خوف من المواجهة.