صحافة إسرائيلية

تشاؤم إسرائيلي من سياسة بايدن وتأثيرها على الاحتلال

الدبلوماسي رأى أن "القضية الإيرانية تظهر موضوع خلاف كبير بين واشنطن وتل أبيب- جيتي

أبدى دبلوماسي إسرائيلي تشاؤما من سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه دولة الاحتلال، لاسيما بشأن الملف الفلسطيني وقضايا أخرى.

 

وقال آفي غيل، الباحث في معهد سياسات الشعب اليهودي، ومدير عام وزارة الخارجية السابق، إن هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تتطلب من صناع السياسة في دولة الاحتلال أن يكونوا على دراية بهذا التغير الجديد، وأن يكونوا مستعدين لعواقبها.

 

وأضاف في مقاله على موقع "زمن إسرائيل" وترجمته "عربي21"، أن المسار الذي اختاره الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن له تأثير على خصائص ومعايير وتوازنات القوى في الفضاء الجيو-سياسي العام الذي تعمل فيه دولة الاحتلال، ويعيش فيه الشعب اليهودي في الشتات.

 

وأشار إلى أن خصائص النظام العالمي بعهد ترامب وفرت بيئة إقليمية ودولية سمحت لـ"إسرائيل" بمزيد من الراحة لتتصرف كما تشاء، مع سياسة أمريكية أقل انتقادًا للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وضغط أقل من محكمة العدل الدولية في لاهاي، وفعالية أقل للقرارات التعسفية في الأمم المتحدة الضعيفة، وهجمات أقل على القوانين التي تسنها إسرائيل مثل قانون الجنسية، وانتقاد أقل للسياسات المحلية تجاه الأقلية مثل العرب والمهاجرين".

 

وأوضح أن "إسرائيل قد تجد نفسها في قادم الأيام عرضة لضغوط متزايدة وصعوبات مناورة في مجموعة كاملة من القضايا أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وعلى رأسها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورغم أن هذه القضية ليست من أولويات إدارة بايدن، ولم تتسرع بالشروع في تسوية دائمة للصراع، فإن مقاربتها للتحركات الاستيطانية، وتحركات الضم من قبل إسرائيل، لن تكون متسامحة مثل عهد ترامب، كما ورد في صفقة القرن".

 

اقرأ أيضا: بايدن يهاتف نتنياهو بعد قرابة شهر من تنصيبه بالبيت الأبيض

وأكد أنه "كلما كان الخطاب الحقوقي يلقى صدى على الساحة الدولية، عادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدبلوماسية، وتضاءلت الشرعية المطلوبة للسياسة الإسرائيلية، وزادت لغة منتقديها".


وأضاف أن "التطبيع الإقليمي قد يعاد طرحه من جديد، بعد أن ساعد تآكل مكانة القيم الليبرالية في النظام العالمي الذي اتسمت به فترة ترامب في دفع القضية الفلسطينية خارج الأجندة الدولية والإقليمية، ما سهل عملية التطبيع مع دول المنطقة، الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وغيرها". 


وأشار إلى أن "عودة القضية الفلسطينية للأجندة السياسية والإعلامية ستقلل من مرونة الحكام العرب في علاقاتهم العامة مع إسرائيل، وقد تدفع باتجاه تجميد عملية التطبيع دون حل القضية الفلسطينية، مع انتقادات متزايدة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".


وأوضح أن "القضية الإيرانية تظهر موضوع خلاف كبير بين واشنطن وتل أبيب، وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان أفيف كوخافي بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل تعارض عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وقد يؤدي تفضيل إدارة بايدن إلى استخدام أدوات الدبلوماسية الدولية لتضييق حرية العمل العسكري لإسرائيل في مواجهة التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها".


وأشار إلى أن "علاقات إسرائيل مع العالم الاستبدادي قد تتأثر بإدارة بايدن، لأنها كلما تم دمج البعد الأيديولوجي في المواجهة التي تخوضها الولايات المتحدة مع الصين وروسيا، زاد الضغط على إسرائيل للوقوف بجانب الولايات المتحدة بطريقة تجعل علاقاتها مع هذه القوى أكثر صعوبة، وينطبق الشيء نفسه على علاقات إسرائيل مع الدول التي تظهر صداقة كبيرة معها، لكن حكامها يبتعدون عن الأعراف الديمقراطية".


وأوضح أن "علاقة إسرائيل مع المؤسسات الدولية ستتأثر مع بايدن، فموقف ترامب السلبي تجاهها، وتعاطفه الشديد مع إسرائيل، حماها من الأضرار التي تسببها هذه المؤسسات لها، فإسرائيل تعاني من التمييز السلبي في الأمم المتحدة ووكالاتها، لتقويض شرعيتها، وفي ظل مساعي بايدن لإعادة التأكيد على مكانة هذه المؤسسات، والامتناع عن الدعم غير المشروط لإسرائيل، فقد تجد إسرائيل نفسها عرضة لضغوط وقرارات سلبية".


وأضاف أن "خلق توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية إصرار الأخيرة على الاستمرار في تنمية علاقاتها مع العالم الاستبدادي قد يعمق تحفظات يهود الشتات على سياستها، ما يقوض مرونة مثلث العلاقة الاستراتيجية: تل أبيب وواشنطن ويهود أمريكا، وفي الخلاصة فإن سعي بايدن لاستعادة الخصائص الديمقراطية الليبرالية للنظام العالمي سيخلق نقاط خلاف مهمة مع إسرائيل".