صحافة إسرائيلية

ما هي أنظمة الدول المفضلة للاحتلال؟.. وأيها يريد الإطاحة بها؟

لا يتوقف التقدير الإسرائيلي عند دول الجوار، بل ينتقل "إلى الأنظمة العربية البعيدة شرقا وغربا- جيتي

تطرق مؤرخ عسكري إسرائيلي، في مقال له نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس" وترجمته "عربي21"، إلى سيناريوهات مفترضة حول التعامل مع الوضع الداخلي في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، فيما لم يغفل أنظمة الحكم للدول التي تفضلها إسرائيل أو تسعى للإطاحة بها.

 

واعتبر المؤرخ العسكري والمحاضر في مجال الأمن القومي، إيهود عيلام، أن "إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، رغم كل الانفجارات في الضفة الغربية، أما في قطاع غزة، فالوضع أكثر هشاشة من الناحية المالية بالتأكيد".

 

وأضاف أنه "قد يندلع صراع آخر بسرعة لأسباب مختلفة، ولتجنب ذلك، قد يواصل الاحتلال التسامح مع الحالة القائمة في قطاع غزة، ودعمها إلى حد ما؛ لأن البدائل أسوأ وتتمثل بإعادة الاحتلال، أو الفوضى، لذلك قد يستمر الاحتلال في محاولة تحسين الوضع الاقتصادي، من خلال توفير تصاريح العمل".


وذكر المؤرخ الذي عمل في وزارة الحرب لمدة ربع قرن، في مقاله أن "الانتقال إلى بقعة جغرافية أخرى محيطة بإسرائيل، يأخذنا إلى مصر والأردن، حيث المشاكل الاقتصادية المتفاقمة فيهما، وتريد إسرائيل بقاء نظامهما الحاكمان، رغم عدم وجود يقين بحدوث ذلك في ظل ظروفهما المعيشية الخطيرة، ولئن استطاعت إسرائيل أن تتدخل بشكل أساسي لإنقاذ السلطة الفلسطينية على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، لكنها تستطيع مساعدة الأردن باستثناء مجال الطاقة والمياه، كما أنها أقل قدرة على مساعدة مصر".


وأشار إلى أن "الوضع في لبنان ليس أقل سوءا. صحيح أن إسرائيل ترقب تصاعد نفوذ حزب الله، مما قد يمنع لبنان من الانهيار في ظل أزمته الاقتصادية الهائلة، لأن انهياره لن يخدم إسرائيل، لذلك تسعى لتوقيع اتفاقية معه بأسرع وقت ممكن بشأن إقامة حدودهما البحرية، وهو أمر ضروري اقتصاديا للبنان أكثر من إسرائيل.

 

ولفت إلى أن "منصة كاريش مهددة من قبل الحزب الذي تشكل قوته النارية تحديا خطيرا لإسرائيل، باعتباره دولة داخل دولة، وتود إسرائيل بشدة القضاء عليه، لكن في ضوء التكاليف والصعوبات المتعددة لمثل هذه الاستراتيجية، فهي تفضل احتواءه".


وأكد أن "الوضع في سوريا يدفع إسرائيل لمهاجمة الأهداف الإيرانية فيها، مما قد يحمل أضرارا بجيش الأسد حليف إيران، رغم أن إسرائيل لا تحاول الإطاحة بنظام الأسد، فالأمر لا يستحق التكلفة والجهد، بل سيؤدي أيضا لصراع مع روسيا، ومع ذلك فإن الأسد بالكاد ينجو، وجيشه ضعيف جدا، ولا يهدد إسرائيل، كما أن نظام الأسد معروف لدى إسرائيل، ومن الأفضل حتى الآن أن يكون هناك خصم مألوف، أفضل من المجهول".

 

اقرأ أيضا:  جدعون ليفي: إسرائيل دولة أبارتهايد وعلى أوروبا مقاطعتها

 

ولا يتوقف التقدير الإسرائيلي عند دول الجوار، بل ينتقل "إلى الأنظمة العربية البعيدة شرقا وغربا، وفي هذه الحالة تسعى إسرائيل لإضافة ورعاية المزيد من العلاقات مع المغرب والسعودية والإمارات، حيث توجد إمكانات كبيرة، وهي تريد بقاء هذه الأنظمة، أما العراق فليس لإسرائيل نفوذ حقيقي فيه، وتأمل فقط ألا ينهض النظام الموالي لإيران هناك مرة أخرى، مما سيزيد من قوة سيطرة إيران على البلاد".


وبدا لافتا أنه عند حديث الكاتب عن "النظرة الإسرائيلية لمستقبل النظام في تركيا، لم يتردد في القول بأن إسرائيل ترغب بتغيير النظام فيها، رغم دفء العلاقات بينهما مؤخرا، لكن المزاج المتقلب في أنقرة، ومواقفه المعروفة، تجعل إسرائيل راضية تماما إذا خسر الانتخابات المقبلة، واستبداله، وتأمل أن تتمكن المعارضة في تركيا من الاتحاد معا، وارتكاب الحكومة لمزيد من الأخطاء التي تزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية هناك، مما سيسهم في الإطاحة به".


والنظام الإقليمي الآخر الذي تسعى إسرائيل للإطاحة به هو إيران، رغم أن الكاتب يقرر أن "المظاهرات قد لا تؤدي لهذه النتيجة، لكنها جزء من موجات الاحتجاج التي حدثت في العقدين الماضيين، ويحتمل أن تكون الموجة القادمة تسونامي ستغرق النظام هناك، وإذا حدث ذلك، فلا يوجد تقدير أي نظام سيصعد مكانه، وفي حال سقط، فإن حلفاءها في سوريا ولبنان وغزة واليمن والعراق وغيرها، سيكونون أمام واقع مختلف تماما لصالح إسرائيل".