ملفات وتقارير

مخاوف بمصر من انتشار واسع لكورونا مع عقد امتحانات الثانوية

طلبة وأولياء أمور عبروا لـ"عربي21" عن مخاوفهم من تقديم الامتحانات في زيادة الإصابات في البلاد

تسود مصر حالة من الهلع والقلق والجدل أيضا؛ بسبب امتحانات الثانوية العامة التي تنطلق اليوم الأحد، حيث التحذيرات التي أطلقتها نقابة الأطباء مؤخرا في رسالتها لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من إمكانية إصابة ألف طالب يوميا حال عقد الامتحانات في ظل ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا بمصر بشكل كبير، مطالبة بتأجيلها.

ويأتي هذا التحذير متوافقا مع مخاوف أولياء أمور الطلاب وأبنائهم، ومطالبهم المستمرة بتأجيل الامتحانات.

"تحذير وإصرار"

من جانبه، أكد رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، الدكتور حسام حسني، على هذه المخاوف، بقوله إن وزارة الصحة متخوفة الآن من امتحانات الثانوية العامة، محذرا في تصريحات لإحدى القنوات الفضائية من تجمع الطلاب خارج اللجان للمراجعة، كما هو معتاد.

وجاء رد وزير التعليم، طارق شوقي، على تلك التحذيرات بالإصرار على إجراء الامتحانات، مؤكدا أن هذا القرار هو "قرار دولة وحكومة مجتمعة وليس قرار وزير".

بدورهم، عبّر طلاب وأولياء أمور عن قلقهم من إجراء الامتحانات في هذا التوقيت، حيث أبدى الطالب أشرف عبد المنعم تخوفه من إجراء الامتحانات في هذا التوقيت، مطالبا من خلال "عربي٢١" بضرورة "تأجيلها على الأقل حتى تمر هذه الفترة العصيبة حيث ارتفاع أعداد الإصابات".

أما الطالبة آية أحمد، فقد قالت إن المشكلة "تكمن في التوتر والقلق الذي نشعر به جراء التردد لآخر لحظة، واحتمالية التأجيل في أي وقت حتى أيام قليلة ماضية، لافتة في حديثها لـ"عربي٢١" إلى تأثير ذلك "على تحصيلها العلمي".

من جانبه، عبر أحمد أمين، أحد أولياء الأمور، عن قلقه جراء "هذه الأجواء المرعبة بسبب ارتفاع الإصابات"، متخوفا من "عدم توفير الوقاية للطلاب بشكل جيد".

وقال في حديثه لـ"عربي٢١": نحن كأولياء أمور في صراع مرير بين حياة أبنائنا ومستقبلهم الدراسي"، مبديا تحفظه على توقيت الامتحانات، حيث طالب بتأجيل الامتحانات لمدة أسبوع أو أسبوعين، حتى تمر فترة الإصابات الكبيرة.

"محاولة بائسة"

 

من جانبه، قال نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" مجدي حمدان: "أعتقد أن بيان نقابة الأطباء وضع الحكومة ووزارة التربية والتعليم في حرج، لأنه في حال انتشار إصابات عديدة أثناء الامتحانات، فإن الطلاب سيصابون بهلع، وربما يمنع الآباء أولادهم من استكمال الامتحانات، فيكون وضع الوزير نفسه على المحك".

وأضاف في حديثه لـ"عربي٢١": "أعتقد إن الإصرار على إجراء انتخابات الثانوية العامة هو محاولة بائسة لبث روح الطمأنينة، والتأكيد على أن البلد لم تتأثر بالفيروس، وهو أمر خطير، ويعد مقامرة سياسية، ومغامرة بحياة آلاف الطلاب وعواقبه غير محسوبة".

"وضع صحي هش"

 

أما وكيل وزارة الصحة السابق مصطفي جاويش، فعبّر عن قلفه بشأن القدرة على توفير خدمة طبية وإشراف صحي وخدمات إسعافيه سريعة للطلاب عند الضرورة، في ظل الوضع الصحي الهش الذي تعيشه الدولة.

ولفت في حديثه لـ"عربي٢١" إلى نقطة هامة تتعلق بكيفية التعامل مع أوراق الأسئلة والإجابة، معتبرا ذلك أهم مصادر نشر العدوى، ابتداء من عمال المطابع، وعمال التغليف والنقل، ثم عملية التوزيع داخل اللجان، وخطورة وضع الطالب أنفاسه داخل أوراق الإجابة في تركيز شديد، ثم يغلق دفتر الإجابة ليتسلمها مراقب إلى مصحح ثم مراجع، وتنتقل من فرد إلى فرد في دائرة انتشار واسع للعدوى.

بدوره، قال مدير مكتب وزير التعليم للمتابعة السابق فتحي محمود، لـ"عربي21"، إنه كان يمكن تأجيل الامتحانات لمدة أسبوعين، أو إجراء امتحانات على مستوى القطاعات أو المحافظات من خلال وضع أكثر من امتحان، أو ترك الحرية لامتحان الطالب بالدور الأول أو الثاني، حسب رغبة الطالب وليس فرض موعد يحمل الكثير من المخاطر.