صحافة إسرائيلية

الاحتلال والهند يستعرضان فوائد علاقتهما الممتدة إلى 30 عاما

أجرى الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا مناورات جوية مشتركة مع الهند في سماء النقب- الأناضول

تواصل حكومات الاحتلال الإسرائيلي تحقيق اختراقات دبلوماسية حول العالم لأهداف سياسية واقتصادية، وبعد أن كان عدد من دول العالم تقف بجانب القضية الفلسطينية، وتنحاز لمواقف الفلسطينيين، استغل الإسرائيليون حالة التردي في السياسة الفلسطينية، من خلال إيجاد حلقات وصل مع عدد من تلك الدول، وعلى رأسها الهند، التي كانت حتى وقت قريب من أكثر دول العالم تأييدا للفلسطينيين.


اليوم مع دخول العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية الهندية عقدها الثالث، يجري الجانبان كشف حساب بأهم ما حققاه من إنجازات، على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتكنولوجية والزراعية، وما يواجهانه من تحديات، على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية، فيما تواصل الماكنة الدبلوماسية الفلسطينية سباتها العميق.


وزيرا الخارجية الهندي سبرهمانيام جيشنكار والإسرائيلي يائير لابيد نشر مقالا مشتركا في صحيفتي إسرائيل اليوم وزمن الهند، ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "أربعة آلاف كيلومتر تفصل بين الهند وإسرائيل، لكنهما تحييان هذه الأيام مرور ثلاثة عقود على إقامة علاقاتهما الرسمية، وصلت ذروتها في الأشهر الأخيرة من خلال دخولهما في حوار دبلوماسي بمشاركة الولايات المتحدة ودول الخليج العربي".


وأضافا أن "العودة بالتاريخ تظهر أنه في غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون، علقت صورة للمهاتما غاندي، واليوم يمتد التعاون بين تل أبيب ونيودلهي لمجموعة متنوعة من مجالات الحياة: الزراعة والأمن والاقتصاد والابتكار، وتعتبر الزراعة أحد المعالم الرئيسية بهذا التعاون، وفيما دفعت الطبيعة الصحراوية لإسرائيل لتطوير حلول مبتكرة في الزراعة والمياه، فإن حجم سكان الهند يفرض عليها تحديات يومية يصعب على العالم تخيلها".


من مجالات التعاون الثنائية بين إسرائيل والهند اليوم تتركز الجوانب التكنولوجية، حيث يعمل 30 مركزا تقنيا مشتركا في جميع أنحاء الهند، وتعمل الشركات الثنائية في تنويع المحاصيل، والطاقة الشمسية، والإنتاجية، واستخدام المياه، مما ينتج عنه تعاون في إنتاج ملايين من أشتال الخضار والفاكهة سنويا، وتوفر إسرائيل التدريب لملايين المزارعين الهنود بأحدث التقنيات الزراعية، وفي مجال المياه تتعاونان في تقنيات المياه والمشاريع المشتركة.

 

اقرأ أيضا: مديرة بـ"هيومن رايتس" تتعرض للتجسس من "بيغاسوس" الإسرائيلي


على الصعيد العسكري، شاركت الدولتان مؤخرا في المناورة الجوية "العلم الأزرق" في سماء النقب، كما يتشاركان في الحرب على الجماعات المسلحة المعادية لهما، ولعل الهجوم الحدودي في مومباي عام 2008 تذكير بتهديداتهما المشتركة.


اقتصاديا، تعتبر الهند أحد أهم شركاء إسرائيل بالقدرات الصناعية والتعليم التكنولوجي، مما يعزز التعاون المتبادل، وشهدت السنوات الثلاثون زيادة كبيرة في العلاقات التجارية، وأصبحت الشركات الناشئة ورجال الأعمال الإسرائيليون والشركات الهندية الكبرى والمبرمجون والعاملون في مجال تكنولوجيا المعلومات شركاء كاملين، خاصة أن الهند لديها ثالث أكبر نظام بيئي في العالم، وقد أنشأتا صندوقا للابتكار التكنولوجي، يركز على المياه والزراعة والصحة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.


على صعيد التطبيع، فقد نشأت رحلات أسبوعية بين نيودلهي ومومباي وكوتشي إلى تل أبيب، وللمرة الأولى استطاعت الطائرات الإسرائيلية التحليق فوق دول الخليج العربي مرورا إلى الهند، الأمر الذي من شأنه أن يحدث التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط، من خلال المزيد من التعاون التجاري الرباعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة، حيث تقود فرق تجارية من الدول الأربع مشاريع مشتركة معا.


عند الحديث عن اللقاءات السياسية، فقد شهد نوفمبر، أول لقاء لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بنظيره الإسرائيلي نفتالي بينيت في غلاسكو بإسكتلندا خلال قمة المناخ، وقررا تسريع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، والعمل في مجالات مهمة مثل الحوسبة الكمية، وإنشاء مؤسسات يهودية في مدينة مومباي، فيما قدم أعضاء الجالية اليهودية في الهند مساهمات مهمة لصالح إسرائيل، وحصل العالمان اليهوديان الهنديان إلياهو بتسلئيل والبروفيسور بست أوف ألأنسون، على جائزة نوبل.